الصحة

دراسة تربط تلوث الهواء بزيادة خطر الإصابة بالأكزيما

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة ييل في الولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات مرتفعة من تلوث الهواء هم أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة “بلس ون” في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأوردتها منصة “يوريك أليرت”.

الأكزيما والحكة المزعجة

تعد الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي حالة جلدية مزمنة وشائعة تؤدي إلى التهابات متكررة وتأثيرات سلبية على الحياة اليومية إذا لم تُعالج. يتميز المرض بالحكة المزعجة التي تصاحب الطفح الجلدي، وهو ما يجعل الجلد جافًا وحساسًا، مما يعرضه للعدوى.

يعد التهاب الجلد التأتبي نوعًا من الالتهابات الجلدية المزمنة، ويتسبب في جفاف وحكة شديدة، وقد يظهر على شكل طفح جلدي أحمر. وعلى الرغم من أن الأكزيما شائعة بين الأطفال، إلا أن أعراضها قد تستمر حتى مرحلة البلوغ. تتضمن الأعراض الأخرى التقرحات والتقشير في المناطق التي تظهر فيها الأكزيما، مثل ثنيات المرفقين والركبتين والعنق والوجه.

العوامل البيئية وتأثيراتها

يعد تلوث الهواء من العوامل البيئية التي قد تساهم في تفاقم الأكزيما. يعاني مرضى الأكزيما من ضعف في وظيفة حاجز الجلد، ما يؤدي إلى فقدان الماء بشكل مفرط وزيادة الحساسية للمهيجات البيئية والمسببات الحساسية. تشمل المحفزات الشائعة لتفاقم الأكزيما ملامسة مواد كيميائية مثل المنظفات والصابون، بالإضافة إلى وبر الحيوانات الأليفة وبعض الأطعمة.

ومن العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى تفاقم الأكزيما: التوتر والاختلافات في درجات الحرارة والرطوبة، فضلاً عن الالتهابات. لكن السؤال المطروح هنا هو: هل يمكن أن يساهم تلوث الهواء في تفاقم المرض؟

العلاقة بين تلوث الهواء والأكزيما

شهد انتشار الأكزيما تزايدًا عالميًا في عصر التصنيع، ما يشير إلى تأثير محتمل للعوامل البيئية. في هذه الدراسة، استخدم الباحثون بيانات من برنامج أبحاث تابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، الذي يتضمن معلومات عن مئات الآلاف من البالغين في البلاد. شملت الدراسة أكثر من 280 ألف شخص، وتم تحليل بياناتهم الديمغرافية وسجلاتهم الصحية.

وأظهرت النتائج أن 4.4% من المشاركين (12,695 شخصًا) تم تشخيصهم بالأكزيما. وعند الأخذ في الاعتبار العوامل السكانية وحالة التدخين، تبين أن الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما كانوا أكثر عرضة للعيش في مناطق ذات مستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة في الهواء. مع كل زيادة في مستويات تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة، ارتفعت احتمالية الإصابة بالأكزيما.

استنتاجات الدراسة

خلص الباحثون إلى أن تلوث الهواء قد يزيد من خطر الإصابة بالأكزيما، ويُحتمل أن يكون لهذا التأثير علاقة بالجهاز المناعي. وتضيف الدراسة أن “إثبات أن الأفراد في الولايات المتحدة الذين يتعرضون للملوثات هم أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما يعزز فهمنا للآثار الصحية الهامة لتلوث الهواء”.

زر الذهاب إلى الأعلى