الصحة

الإضافات الغذائية وتأثيراتها السلبية على صحة الأمعاء والدماغ: ضرورة إعادة تقييم سلامتها

تعتبر الإضافات الغذائية مكونًا أساسيًا في صناعة الأطعمة المعالجة، حيث تُستخدم لتحسين النكهة والقوام وزيادة مدة صلاحية المنتجات. ومع ذلك، تكشف الأبحاث الحديثة أن بعض هذه المواد قد تؤثر سلبًا على توازن ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى مشكلات صحية قد تصل إلى الدماغ.

الإضافات الغذائية هي مواد تُضاف أثناء مراحل الإنتاج والتعبئة والتغليف للأطعمة بهدف تحسين المذاق أو اللون أو القوام أو لتطويل فترة صلاحية المنتج. وتشمل هذه الإضافات مواد طبيعية مثل الملح والفلفل، وأخرى اصطناعية كالأصباغ والمنكهات.

وفي تقرير نشرته مجلة “سايكولوجي توداي”، ذكر الكاتب سكوت سي أندرسون أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تشترط إجراء دراسات سلامة قبل الموافقة على المواد المضافة الغذائية الجديدة. ولكن، لا تشمل هذه الدراسات تأثيرات الإضافات على ميكروبات الأمعاء، وهو ما يعد خللاً كبيرًا في إجراءات الأمان.

وأوضح الكاتب أن هناك حاجة إلى نهج جديد لاختبار تأثير هذه المواد على الميكروبات المعوية المفيدة، مع التأكد من أن هذه المواد لا تضر بالميكروبات الصحية أو تعزز من نمو مسببات الأمراض.

وقد أظهرت أبحاث عدة نتائج مقلقة. على سبيل المثال، أجرت مجموعة من العلماء بقيادة البروفيسور لي-يان شين من جامعة تايوان الوطنية دراسة كشفت أن العديد من المستحلبات، خاصة الصناعية منها، تؤثر بشكل سلبي على ميكروبيوم الأمعاء.

المستحلبات هي مواد تساعد في مزج الزيت بالماء، مما يمنح الطعام ملمسًا ناعمًا يفضله المصنعون، وتوجد في العديد من الأطعمة المعالجة مثل زبدة الفول السوداني والخبز والسجق والآيس كريم. وقد أظهرت الدراسات أن المستحلبات تسهم في غزو البكتيريا لطبقة المخاط المحيطة بالأمعاء، والتي تعد خط الدفاع الأول ضد الميكروبات الضارة. وعند تدمير هذه الطبقة، تصبح الميكروبات الضارة وسمومها قادرة على اختراق جدار الأمعاء والوصول إلى مجرى الدم.

كما أظهرت الأبحاث أن المستحلبات قد تساهم في التسبب في الالتهاب الجهازي، وهو استجابة بيولوجية تحدث بعد الإصابة بالعدوى أو الأمراض الالتهابية المزمنة، بالإضافة إلى زيادة الاضطرابات الأيضية مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين.

من جهة أخرى، أظهرت دراسة أخرى أجراها بينغ لي وزملاؤه في جامعة تيانجين الطبية أن المستحلبات قد تؤثر على الإدراك، حيث تسببت مادة “بوليسوربات 80” في تعطيل الحاجز الدموي الدماغي، مما سمح بتراكم السموم في الدماغ. وأكد الباحثون أن هذه النتائج قد تشير إلى أن اختلال ميكروبات الأمعاء نتيجة النظام الغذائي قد يكون عاملًا مسببًا للتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن.

في دراسة مماثلة، وجد الباحثون أن المستحلبات تؤثر على سلوك الفئران، حيث أظهرت الذكور مستويات عالية من التوتر، بينما أظهرت الإناث ميولًا نحو الانطوائية.

من جانب آخر، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة موناش الأسترالية أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر كانوا أكثر عرضة لتأثيرات المستحلبات، مما يؤدي إلى زيادة نفاذية الأمعاء، وهو ما يعزز مشاكل الأمعاء مثل “الأمعاء المتسربة”، التي قد تزيد من مستويات القلق والتوتر.

تُظهر هذه الدراسات القلق من تأثير المستحلبات الصناعية على الصحة، ويُنصح بتجنبها قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك عبر تقليل تناول الأطعمة المعالجة والمواظبة على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات، التي تحتوي على ألياف تساعد في تعزيز صحة الأمعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى