شهادات عن استخدام الطائرات المسيرة القناصة في غزة: استهداف المدنيين وتطور تكنولوجيا الحرب
أفاد شهود عيان من غزة بأن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات مسيرة مزودة بأسلحة لتنفيذ هجمات استهدفت مدنيين، وفقًا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “إن بي آر”.
شهادات ميدانية صادمة
خلال الأسبوع الماضي، قدم الجراح البريطاني نظام محمود شهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني بعد عودته من مستشفى في وسط قطاع غزة. وقال:
“ما أثار قلقي بشدة هو رؤية قنبلة تسقط على خيم مكتظة بالسكان، يتبعها ظهور طائرة مسيرة مسلحة تطلق النار على المدنيين والأطفال. الأمر المؤلم هو أن هذا المشهد لم يكن استثنائيًا بل كان يتكرر يوميًا”.
من جهته، أوضح الدكتور أحمد المغربي، جراح رئيسي في مجمع ناصر الطبي بوسط غزة، أنه تعامل مع العديد من الإصابات الناتجة عن استهداف الطائرات المسيرة القناصة.
وأضاف المغربي تفاصيل حادثة مروعة تعرض لها شخصيًا، حيث قال إنه خرج مع زميلته الممرضة إلى شرفة المستشفى بعد إجراء عملية جراحية طويلة. وفجأة، أطلقت طائرة مسيرة النار عليهما، ما أسفر عن إصابة الممرضة بجروح خطيرة في صدرها. ورغم نزيفها الحاد، تمكن الفريق الطبي من إنقاذ حياتها.
تكنولوجيا حديثة تخضع للسرية
أكد تقرير الإذاعة الوطنية أن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بهذه الحادثة، لكنه سلط الضوء على تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة التي أصبحت محور الحرب في غزة. ووفقًا لمراسلة الإذاعة جوانا سامرز، فإن “إن بي آر” جمعت روايات من أكثر من 12 شاهدًا أكدوا أن هذه الطائرات تطلق النار على المدنيين، وأحيانًا تتسبب في مقتلهم.
تقول الصحفية المستقلة فاطمة داما، المقيمة في جباليا شمال غزة:
“هذه الطائرات الصغيرة المزودة بأسلحة أصبحت تشكل خطرًا دائمًا. عند اقترابي من باب المنزل للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة بإطلاق النار، مما يضطرني للعودة إلى الداخل”. وأضافت أن المدينة محاصرة بهذا النوع من الطائرات، مما يمنع السكان من التحرك بحرية.
تاريخ وتطور الطائرات القناصة
أشارت تقارير “إن بي آر” إلى أن إسرائيل بدأت باستخدام الطائرات المسيرة المسلحة منذ عام 2018، بالتعاون مع شركة “دوك روبوتيكس” لتطوير طائرة “تيكاد” (TIKAD). وفي 2022، أعلنت شركة “سمارت شوتر” عن طائرة مسيرة قناصة تدعى “سماش دراغون” (SMASH Dragon)، وعرضت مقاطع فيديو تبرز قدراتها.
ورغم نفي “سمارت شوتر” استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، فإن القوات الإسرائيلية أشادت بتكنولوجيا مماثلة سابقًا، ما يعكس التوجه نحو دمج هذه الأدوات في العمليات العسكرية.
الطائرات القناصة: واقع لا يمكن تجاهله
بحسب سيث جونز، رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن:
“بمجرد إدخال هذه التكنولوجيا في ساحات القتال، من الصعب إزالتها. الطائرات المسيرة القناصة ستتطور بدلاً من أن تختفي”.
ورغم القيود التي تفرضها إسرائيل على الإعلام للوصول إلى غزة، فإن شهود العيان والتقارير الدولية يؤكدون أن استخدام هذه الطائرات أصبح جزءًا أساسيًا من الحرب، مما يثير قلقًا دوليًا حول مستقبل الحروب القائمة على التكنولوجيا.