اكتشاف علمي جديد يفتح آفاقًا واعدة لعلاج الورم الأرومي الدبقي
تمكن علماء من مركز “روبرت إتش لوري” في جامعة “نورث وسترن” الأميركية من تحقيق تقدم جديد في فهم الورم الأرومي الدبقي، أحد أكثر أورام الدماغ فتكًا وسرعةً في الانتشار، والذي يؤثر بشكل كبير على القدرات الجسدية والعقلية للمصابين. ويقدر متوسط البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص الإصابة به بنحو 15 شهرًا، خصوصًا لدى المرضى فوق سن 65 عامًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض الأميركية.
يعمل هذا الورم من خلال خلايا تساعده على الانتشار داخل الدماغ، ما يضع تحديات كبيرة أمام العلاج. وفي إطار الجهود لمواجهة هذا الورم، أوضح الدكتور جيسون ميسكا، الأستاذ المساعد في جراحة الأعصاب، أن نقص الأكسجين داخل الورم يسهم بشكل كبير في زيادة حجمه ومقاومته للعلاج، مشيرًا إلى أهمية فهم هذه الآليات لتطوير علاجات فعالة.
وقد ركزت الأبحاث الحديثة على دور الخلايا النخاعية المرتبطة بالورم، حيث يعتبر استهداف هذه الخلايا استراتيجية واعدة قد تساعد في إبطاء نمو الورم وتحسين استجابة العلاج.
بالإضافة إلى الجراحة والعلاج الكيميائي، يعتبر تنشيط الجهاز المناعي من الأساليب الحيوية في علاج الورم الأرومي الدبقي، إذ يحتوي الورم على خلايا مناعية محدودة. وفي هذا السياق، نجح الباحثون في استخدام دواء يستهدف مسارًا محددًا داخل خلايا الورم، ما أدى إلى إعادة برمجة استجابات الجهاز المناعي؛ وقد أظهرت التجارب أن لقاحات الخلايا البائية تمكنت من التسلل إلى الورم وإنتاج أجسام مضادة تعيق انتشاره.
كما تم تطوير تقنية مبتكرة تعتمد على الموجات فوق الصوتية لتجاوز الحاجز الدموي في الدماغ، مما يسمح للأدوية والعلاج المناعي بالوصول مباشرة إلى الأورام، ويعد هذا إنجازًا هامًا في مجال مكافحة الورم الأرومي الدبقي.
وأفادت الدكتورة هندا نجم، زميلة ما بعد الدكتوراه، بأن النتائج أظهرت أن تفعيل هذا المسار المناعي يمكن أن يحدث تحسنًا ملحوظًا في استجابة الجسم للورم، مما يعزز فرص العلاج الفعّال ضد هذا المرض الخطير.