الالتهاب: تأثيره على صحة الجسم ودور النظام الغذائي في الحد منه
يعتبر الالتهاب استجابة طبيعية من الجسم للإصابات أو العدوى أو التعرض للسموم، مثل الاحمرار والتورم الناتج عن الإصابة بفيروس. إلا أن الأنظمة الغذائية الغربية قد تساهم في الإصابة بالتهاب مزمن، والذي يرتبط بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان والسمنة والسكري ومرض ألزهايمر، وحتى الشيخوخة المبكرة.
تشير الدكتورة شيلبا رافيلا، مؤلفة كتاب “النار الصامتة: قصة الالتهاب والنظام الغذائي والمرض”، في مقال نشرته لوريل إيفز في صحيفة التلغراف البريطانية، إلى أن الجهاز المناعي يستجيب للنظام الغذائي الغربي كما لو كان يتعرض لهجوم من جرثومة ضارة. نتيجة لذلك، يتم تنشيط خلايا الإجهاد، وينتج الجسم كميات زائدة من الجزيئات الالتهابية، مما يبرز أهمية ما نستهلكه من غذاء.
إذا كنت ترغب في تقليل الالتهاب، يُنصح بتقليل تناول الأطعمة التالية:
- الخبز الأبيض
رغم عدم احتوائه على سكريات، إلا أن الخبز الأبيض يرفع مستويات السكر في الدم، مما يستدعي إفراز الإنسولين للحد منها. تؤكد خبيرة التغذية الدكتورة فيديريكا أماتي أن الكربوهيدرات المعالجة مثل الأرز الأبيض والمعكرونة تؤدي أيضًا إلى استجابة سريعة للإنسولين. هذه الارتفاعات المتكررة في مستوى السكر يمكن أن تؤدي إلى حالة تُعرف بمقاومة الإنسولين، مما يعزز الالتهاب في الجسم. يُفضل استبدال الكربوهيدرات البيضاء بأخرى كاملة، مثل خبز الحبوب الكاملة والأرز البني، لزيادة استهلاك الألياف المفيدة. - النقانق
أظهرت الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من النقانق واللحوم المصنعة يرتبط بزيادة خطر الالتهاب. تُحفظ هذه اللحوم عادة باستخدام النترات، التي قد تؤدي عند دمجها مع البروتين إلى الالتهاب. تحتوي هذه الأنواع من اللحوم أيضًا على كميات مرتفعة من الملح والدهون المشبعة، وكلاهما يسهم في الالتهاب. يُنصح بالحد من تناول اللحوم الحمراء واستبدالها ببدائل صحية مثل الدجاج والأسماك. - البطاطس المقلية
تسهم عملية القلي في إنتاج مركبات ضارة تسبب الالتهاب. البطاطس المقلية تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثلها مثل الأطعمة المقلية الأخرى. تنصح الدكتورة رافيلا بتقليل تناول الأطعمة المقلية، واختيار طرق طهي أكثر صحة مثل الطهي على البخار أو الخبز الخفيف. إذا كنت ترغب في تناول البطاطس، فكر في تحضيرها في المنزل باستخدام زيت صحي وكمية معتدلة من الملح. بديل آخر هو البطاطا الحلوة المخبوزة.
من خلال تعديل عاداتنا الغذائية، يمكننا المساهمة في الحد من الالتهاب وتحسين صحتنا العامة.