أجهزة نداء حزب الله هل كانت عبوات ناسفة متحركة؟
في تصعيد جديد ومفاجئ، يشهد التوتر بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله مرحلة غير مسبوقة، حيث أصيب المئات من عناصر الحزب بجروح خطيرة، إثر انفجار أجهزة اتصال لاسلكية (البيجر) التي يستخدمونها.
وبدأت أعداد الإصابات تتضح تدريجيًا، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية أن آلاف الأشخاص أصيبوا في لبنان، فيما بلغ عدد القتلى 9 حتى اللحظة. كما أعلنت وكالة “مهر” الإيرانية إصابة السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، نتيجة هجوم إلكتروني إسرائيلي.
وقد أشارت المعلومات المتاحة إلى أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت ضمن أحدث الطرازات التي جلبها حزب الله قبل عدة أشهر. ووفقًا لمصدر أمني خاص لقناة الجزيرة، استلم حزب الله شحنة من هذه الأجهزة قبل نحو 5 أشهر، مما يتوافق مع ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
يثير هذا الحادث احتمالية جديدة تتجاوز فرضية الاختراق السيبراني، حيث تشير الأدلة إلى احتمال وقوع اختراق استخباراتي. وبالرغم من عدم إعلان إسرائيل رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن تصريحات قادة جيش الاحتلال الأخيرة حول ضرورة التصعيد في شمال إسرائيل، تضفي مزيدًا من الشك حول تورطها في هذه العملية، خاصة بعد توجيه حزب الله أصابع الاتهام رسميًا نحو إسرائيل.
ويثير الحادث تساؤلات تقنية حول إمكانية انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية من خلال اختراق سيبراني يتسبب بأضرار جسيمة، أو ما إذا كان الاختراق استخباراتيًا، مما يتطلب فحصًا دقيقًا لطبيعة هذه الأجهزة وإمكانياتها.
تعتبر أجهزة النداء (البيجر) أدوات اتصال بسيطة، لكنها تتمتع بمدى واسع وتعمل بشكل فعال في المناطق الجبلية والنائية، مما يجعلها مثالية للاستخدامات العسكرية. ولأنها غير متصلة بالإنترنت وتستخدم إشارات راديوية منخفضة الطاقة، فهي أكثر أمانًا وأقل عرضة للاختراق مقارنة بالهواتف المحمولة.
ورغم مميزات الأمان في هذه الأجهزة، إلا أنها تظل عرضة للاختراق، وإن كانت الاحتمالات تشير إلى أن التفجير الذي حدث كان نتيجة تجهيز مسبق لهذه الأجهزة للانفجار، وهو ما يبرر قوة الانفجار الذي لا يمكن تفسيره بالاختراق السيبراني وحده.
تشير تقديرات الخبراء إلى أن هذا الهجوم هو أقرب إلى عملية استخباراتية من كونه عملية سيبرانية، مما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الصراع القائم، ويثير التساؤل حول ردة فعل حزب الله وما إذا كان هذا الحادث سيمهد الطريق لمواجهات أشد في المستقبل.