البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة مجددًا وسط تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التضخم
أعلن البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس عن خفض سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.50%، وذلك نتيجة تراجع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. جاءت هذه الخطوة بعد خفض مماثل تم في يونيو/حزيران الماضي، في وقت اقترب فيه التضخم من الهدف الذي حدده البنك بنسبة 2%، فيما بات الاقتصاد الأوروبي على حافة الركود.
ورغم أن أنظار المستثمرين اتجهت إلى القرارات المستقبلية للبنك، إلا أن المركزي الأوروبي لم يحدد خطواته التالية، مُعلنًا أنه سيتخذ قراراته بناءً على البيانات الاقتصادية في كل اجتماع، دون التزام مسبق بمسار معين للسياسة النقدية.
وأكد البنك في بيانه: “سيواصل مجلس الإدارة اتباع نهج يعتمد على البيانات واتخاذ القرارات في كل اجتماع، لتحديد مستوى ومدة سياسة التشديد المناسبة. مجلس الإدارة لن يلتزم مسبقًا بمسار سياسة نقدية معين”.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الخميس في فرانكفورت، صرّحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بأن القرار اتُّخذ بالإجماع، ووصفت هذا النهج بأنه “مبرر بشكل خاص في ضوء حالة عدم اليقين السائدة”. وأكدت لاغارد أن البنك سيظل يعتمد على البيانات في تحديد خطواته المقبلة.
ويُظهر البنك المركزي الأوروبي، كغيره من البنوك المركزية العالمية، مزيدًا من الثقة في أن ارتفاع أسعار المستهلكين يتجه نحو المستويات المستهدفة بعد زيادات تاريخية. وفي المقابل، يبدو أن اقتصاد منطقة اليورو، التي تضم 20 دولة، يفقد زخمه، حيث تواجه الأسر صعوبة في دعم الانتعاش الذي بدأ في وقت سابق من العام، بينما يعاني المصنعون من الركود بسبب ضعف الطلب من خارج منطقة اليورو.
هذا الضعف دفع البنك المركزي الأوروبي إلى تقليص توقعاته للناتج المحلي الإجمالي للأعوام 2024 و2025 و2026، حيث يُتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.8% في عام 2024 مقارنة بتوقعاته السابقة التي كانت 0.9%. وظلت توقعات التضخم ثابتة إلى حد كبير.
وأضافت لاغارد: “التعافي يواجه بعض الرياح المعاكسة”، مشيرة إلى أن المخاطر لا تزال مائلة إلى الجانب السلبي، وأن السياسة النقدية التدريجية ستعزز الاستهلاك والاستثمارات. وفيما يخص التضخم، أوضحت لاغارد أن التقدم في الأجور سيظل مرتفعًا ومتقلبًا، على الرغم من الاعتدال في النمو الإجمالي لتكاليف العمالة.
تأتي هذه التطورات قبل أقل من أسبوع من التوقعات التي تشير إلى احتمال بدء الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تخفيف سياسته النقدية. وقبل يومين، حذّر رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق، ماريو دراغي، من أن النمو البطيء في أوروبا قد يستمر لفترة طويلة في المستقبل، مُقدمًا مجموعة من الحلول في تقريره، لكن بعضها قوبل بالرفض الفوري من قبل ألمانيا.