رأي التحرير/محاربة الفساد تستحق المناصرة
من النقاط المفصلية في برنامج الحكومة الذي عرضه معالي الوزير الأول المختار انجاي أمام البرلمان تبرز محاربة الفساد كتحد يتعين التغلب عليه، ولا تخفى من نبرة الوزير الأول ولغة جسده، أنه يستشعر ضخامة التحدي وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه المسألة ويدرك أن المفسدين يتحصنون بعدة طبقات من السياج الحديدي المسلح بالأسلاك الشائكة القادرة على النيل منه.
فالقبيلة والجهة والشريحة واللوبي وشركاء الفساد من أصحاب المصالح، كل هذه الجهات تشكل مع بعضها خطوط دفاع وجبهات صد تدافع عن المفسد وتدفع ببراءته بل وتضعه في دائرة الأبطال، مشاهد ذلك تبدو بارزة في أطراف البلد كلها .
حيث يجلس الفاسدين وسط الحلقات ويتصلون المشهد القبلي والجهوي ، لذلك سعى الوزير الأول في هذه الاطلالة الأولى أن يوجه رسالة تحد للمفسدين وهو يدرك قوتهم طالبا من الخيرين من أبناء الوطن المؤازرة،فمحاربة الفساد ليست عملا حكوميا صرفا وإنما هي عملية تراكمية يتكامل فيها دور المثقف مع الصحفي الاستقصائي مع المشرعين وكل الفاعلين في المجتمع مع الجهات الرقابية وذلك بهدف خلق رأي عام مناهض للفساد ومتحرر من ضغوط ممارسيه و دوائر تأثيرها المخملية في المجتمع.
وتبقى الفترة القادمة ميدان الإختبار الحقيقي في جدية الرجل وأن كانت هذه المعركة تستحق التضحية من أجل وطن منكوب بالفساد ومبتلى بنخبة هدفها الثراء السريع على حساب المواطن المطحون بالفقر والجهل والمرض.