الأزمة الاقتصادية تعصف بكرة القدم المصرية: فيفا يوقف قيد 7 أندية ويهدد مستقبلها
ألقى التدهور الاقتصادي بظلاله الثقيلة على كرة القدم المصرية، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منتصف الأسبوع عن إيقاف قيد سبعة أندية بسبب تراكم الديون عليها، بما يشمل مستحقات مالية متأخرة وغرامات. تشمل الأندية المتأثرة مصر المقاصة، إيسترن كومباني، الإسماعيلي، مودرن سبورت، أسوان، نجوم المستقبل، والبنك الأهلي، مما يمنعها من تسجيل لاعبين جدد.
في المقابل، خرج نادي الزمالك والمصري البورسعيدي من قائمة الحظر بعد تسوية ديونهما وسداد المستحقات. يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه الجنيه المصري تراجعاً حاداً أمام الدولار وارتفاعاً غير مسبوق في معدلات التضخم.
العلاقة بين الأزمة الاقتصادية وأزمة الديون في كرة القدم
يثير قرار “فيفا” تساؤلات حول العلاقة بين الأزمات المالية التي تواجه الحكومة المصرية وأزمات الديون في أندية كرة القدم، ومدى تأثير هذه الأزمات على الاقتصاد والرياضة في مصر.
وفقًا لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، حققت الانتقالات الدولية رقماً قياسياً جديداً بلغ 11 ألف انتقال، بقيمة تجاوزت 6.4 مليارات دولار في فترة الانتقالات النصفية لعام 2024، بزيادة نسبتها 4.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
الأزمة تتفاقم بسبب سوء الإدارة المالية
اعتبر الكابتن محمد الصيفي، المدرب السابق لمنتخب مصر للشباب، أن قرار “فيفا” يمثل ضربة موجعة للأندية ويعكس تدهور الأداء الرياضي، مشيرًا إلى تأثير تراجع قيمة الجنيه وارتفاع تكاليف التعاقد. كما أشار الصيفي إلى سوء الإدارة المالية للأندية والصفقات غير المدروسة، مما يعكس عدم نضج نظام الاحتراف في مصر.
وأضاف الصيفي أن الأندية الشعبية الكبيرة، مثل المقاولون العرب والإسماعيلي، تراجعت عن المنافسة على المراكز المتقدمة، مما أثر على قوة الدوري المصري وجعل المنافسة أقل حدة ومحصورة بين عدد أقل من الأندية.
تأثير الأزمة الاقتصادية على الرياضة
من جانبه، أرجع الناقد الرياضي أحمد سعد قرار “فيفا” إلى تبعات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، والتي انعكست على جميع القطاعات بما فيها كرة القدم، بسبب انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار. وأوضح أن حرمان الأندية من الإيرادات الرئيسية، مثل تذاكر المباريات والإعلانات والبث التلفزيوني، زاد من حدة الأزمة.
وأشار سعد إلى أن الأزمة المالية امتدت لتشمل الأندية الكبيرة مثل الزمالك والأهلي، حيث أدى نقص العملة الصعبة إلى عدم القدرة على التعاقد مع لاعبين أجانب جدد.
الدعوة لإصلاح جذري في كرة القدم المصرية
يؤكد الخبراء أن إنقاذ الكرة المصرية يتطلب حلاً جذريًا يبدأ بإصلاح النظام الاقتصادي وتحسين الإدارة المالية للأندية، وتعزيز التعاون بين الحكومة والاتحاد المصري لكرة القدم والقطاع الخاص لإيجاد حلول مستدامة تضمن استعادة مكانة الكرة المصرية.