الأسطورية والخرافية في التهميش : محمد رازكه.
يعتبر الإنسان أفضل مخلوق على وجه الأرض فقد علم من لدن الله منذ خلقه وكرم على المخلوقات من حيث التكليف والأمانة، مما لا يدع مجالا للشك في كرامة الإنسان.
ومن علم الغيب في أزلية الله إن هذا المخلوق جهول عبوس قمطرير جائر عتل معتد لا يرحم إلا خوفا ولا يعطي إلا طمعا ولا يذعن إلا ضعفا ووهنا، ومن هذا الإكراه تتحدد طبيعة الإنسان.
إن المجتمع الموريتاني بني على الطبقية والقبلية والجهوية والأنا الفوقية المؤصلة في علم التفقه الراكد والجامد بعيدا عن الواقعية من حيث تنقيح النسخة الفقهية المحلية من الشوائب الاجتهادية حتي نتجاوز عقدة الأفضلية والتراتبية الزائفة المدعومة بالعادات والقيم التليدة من الموروث الأدبي والثقافي والفقهي التديني.
فقد دأب السلف ” الصالح” على الإقصاء والتهميش لصالح فيئات إجتماعية معينة على حساب فيئات اخري تشكل السواد الأعظم من المجتمع الموريتاني في تهكم وسخرية فاضحة تحت يافطة سواد العين و بياضها المبرر لمصطلح الغبن والاقصاء في سخرية مفادها أن بيضاء العين له السيادة المطلقة على سوادها دوما شعار المحبة الافيونية التدينية والأخوية هذا هو حالنا داخل السجن الوطني الكبير فعلى مكونة لحراطين قبول الأمر وتجرع مرارته خوفا من غضب الخالق فالفتنة نائمة لعن من ايقظها.
يظل الهرم الاجتماعي يراعي أفضلية أبناء التاشياخيت والخيام لكبارات وابناء الوزراء السابقين والجنرالات هم بياض العين وابناء العبيد هم سواد العين لكي لاتخرج العين عن واجبها.
ومن الأسطورية الميرر لغبن كلمة ” اتبيظين” متلازمة داروين الغير متعدية ‘” اتحرطين” كمعادلة رياضية جدائية مبررة بأن سبب الإقصاء هو عدم القدرة والكفاءة التعليمية.
إن الفنومولوجيا البشرية تنبني على المعتقد الزيفي الغير قابل للتفاوض والتناوب على السلطة بين سواد العين و بياضها ضمن ثنائية ” اتبيظين واتحرطين” وفرضية التساوي في مناصب القيادية والإدارية والوزارية دون إقصاء وتهميش فتارة الأكثرية لسواد العين وتارة أخرى لبياض العين, فحن جسد واحد به مضغة واحدة هي العدالة والمساواة والشرف والاخاء.
محمد رازكه.