إضراب عام في جنين واشتباكات واسعة في الضفة الغربية بعد تصعيد العدوان الإسرائيلي

شهدت مدينة جنين اليوم الأربعاء إضرابًا عامًا حدادًا على أرواح الشهداء الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها الأخير على المدينة ومخيمها. في الوقت نفسه، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات متعددة في مدن الضفة الغربية وشنّت حملة اعتقالات جديدة.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية إلى الإضراب العام تكريما لثمانية شهداء قتلهم الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين وقرية كفرقود، جنوب غرب المدينة. وأكد مراسل الجزيرة ليث جعار أن الالتزام بالإضراب كان شبه كامل في مدينة جنين ومخيمها، حيث خرجت مسيرات تحضيراً لتشييع شهيد آخر توفي اليوم متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية.

وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة الشرقية من جنين عن استشهاد خمسة فلسطينيين، بينما استشهد ثلاثة آخرون في قرية كفرقود. وأعلن جيش الاحتلال أنه قتل 11 مسلحًا فلسطينيًا وأصاب آخرين في غارات واشتباكات بمدينة جنين ومخيمها، بالإضافة إلى اعتقال مسلحين مطلوبين ومصادرة أسلحة. كما أُصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة خلال الاشتباكات، وأُصيب ثلاثة جنود آخرين في انقلاب آلية عسكرية.

أدت عمليات الاحتلال إلى دمار واسع في البنية التحتية لمخيم جنين، حيث دمرت الجرافات الإسرائيلية المنازل وخربت الشوارع.

وفي أحدث التطورات، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل وداهمت عدة محلات تجارية، واندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة نابلس حيث حاصرت القوات مدرسة ودمرت مقرًا لحركة فتح. كما شملت الاقتحامات مدينة قلقيلية ومخيم قلنديا، حيث اعتقلت قوات الاحتلال العديد من الفلسطينيين، بينهم مصابون بالفشل الكلوي. وأعلنت قناة الأقصى عن اعتقال أكثر من 12 شابًا في مخيم قلنديا، بينهم مصاب بالفشل الكلوي، تم الإفراج عنهم لاحقًا باستثناء ثلاثة أشقاء.

من جهة أخرى، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات الاحتلال اعتقلت 26 فلسطينيًا خلال الاقتحامات الأخيرة، مما يرفع عدد المعتقلين منذ عملية “طوفان الأقصى” إلى 10,000 معتقل. وارتفعت حصيلة الشهداء منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى ما لا يقل عن 620 شهيدًا، بينما تجاوز عدد المصابين 5,000.

في ظل هذه التصعيدات، شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره على الضفة الغربية، مما أسفر عن خسائر بشرية واقتصادية، وفرض سياسة فصل المدن والبلدات عبر الحواجز العسكرية.