الصحة

كي تبقى حاد الذهن فترة أطول تناول نظاما غذائيا صحيا الآن

كشفت دراسة حديثة عن وجود روابط قوية بين جودة النظام الغذائي للشخص وقدراته المعرفية على مدار حياته. استندت هذه الدراسة إلى بيانات جُمعت من أكثر من 3000 شخص تمت متابعتهم لما يقرب من سبعة عقود.

أجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة تافتس في الولايات المتحدة، وتم الإعلان عن نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية في شيكاغو، والذي انعقد في الفترة من 29 يونيو/حزيران إلى 2 يوليو/تموز الحالي. كما نشر موقع يوريك أليرت مقالا عن الدراسة.

متى يبدأ الأداء المعرفي بالانخفاض؟

الأداء المعرفي، الذي يشمل العمليات الفكرية مثل الانتباه والذاكرة والإدراك وصنع القرار والتخطيط، يمكن أن يستمر في التحسن حتى منتصف العمر، لكنه يبدأ عادة في التدهور بعد سن 65 عاما. إلى جانب التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة، يمكن أن تتطور حالات أكثر خطورة مثل الخرف.

يعتقد الباحثون أن اتباع نظام غذائي صحي، غني بالأطعمة النباتية التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والدهون الأحادية وغير المشبعة، يمكن أن يدعم صحة الدماغ من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.

تتبُّع النظام الغذائي لسبعة عقود

تشير نتائج الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر والتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر. هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تتبعت النظام الغذائي والقدرات المعرفية طوال العمر، من عمر 4 إلى 70 عاما، باستخدام بيانات من 3059 شخصا في المملكة المتحدة.

نتائج الدراسة

وجد الباحثون، من خلال تحليل المدخول الغذائي للمشاركين في خمس نقاط زمنية ودراستها مقابل قدراتهم المعرفية في سبع نقاط زمنية، أن جودة النظام الغذائي كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقدرة المعرفية. فعلى سبيل المثال، حافظ نحو 8% فقط من الذين اتبعوا نظاما غذائيا غير صحي على قدرة إدراكية عالية، بينما عانى نحو 7% فقط من الذين اتبعوا نظاما غذائيا صحيا من قدرات معرفية منخفضة بمرور الوقت مقارنة بأقرانهم.

وأشار الباحثون إلى أن الاختلافات الطفيفة في جودة النظام الغذائي في مرحلة الطفولة قد تحدد الأنماط الغذائية التي يتبعها الفرد في فترات لاحقة من حياته. وقالت كيلي كارا، الحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية جيرالد جي ودوروثي آر فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تافتس، إن المدخول الغذائي في الحياة المبكرة قد يؤثر في قراراتنا الغذائية في وقت لاحق من الحياة، وترتبط التأثيرات التراكمية للنظام الغذائي بتطور قدراتنا المعرفية.

مؤشر الأكل الصحي لعام 2020

استخدم الباحثون مؤشر الأكل الصحي لعام 2020 لتقييم جودة النظام الغذائي للمشاركين، والذي يقيس مدى توافق النظام الغذائي للشخص مع المبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين 2020-2025. ولاحظوا أن المشاركين الذين حافظوا على أعلى القدرات المعرفية مع مرور الوقت يميلون لتناول المزيد من الأطعمة الموصى بها مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، مع كميات أقل من الصوديوم والسكريات المضافة والحبوب المكررة.

زر الذهاب إلى الأعلى