هل تحتاج الشركات إلى توظيف رئيس تنفيذي مختص بالذكاء الاصطناعي؟
مع تزايد تعيين شركات رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي (CAIOs) إلى القائمة الرفيعة من كبار المديرين التنفيذيين، أثار تقرير حديث صادر عن شركة بحوث تكنولوجيا المعلومات غارتنر (Gartner) تساؤلات حول ضرورة إنشاء هذه المسمى الوظيفي الجديد.
سعت المسؤولية التنفيذية للموارد البشرية إلى تجنب المواهب العارضة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث قامت الشركات والمؤسسات في عدة قطاعات بإنشاء وظائف رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق “شات جي بي تي” في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022.
جذبت قدرة التوليد الذكي للذكاء الاصطناعي، المعروفة بـ”جين إيه آي” (GenAI)، استثمارات بقيمة تقرب من 16 مليار دولار عالميا في عام 2023، ومن المتوقع أن تتجاوز هذه الاستثمارات 143 مليار دولار بحلول عام 2027.
مايكل فيتزسيمونز، الرئيس التنفيذي لشركة كروستشيك (Crosschq)، أجرى استعلامات البيانات لمعرفة عدد الأشخاص الذين يحملون منصب نائب الرئيس أو رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي، حيث تطابقت 837 من المليون عنوان تم تحليله مع هذه المعايير، استناداً إلى مصادر بيانات اجتماعية عامة، بما في ذلك لينكدإن.
وفقًا لمايكل فيتزسيمونز، رئيس شركة كروستشيك (Crosschq)، شركة تقديم برامج توظيف مقرها في كاليفورنيا، فقد تم تعيين 11% فقط من المؤسسات المتوسطة والكبيرة في الحجم لديها رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي (CAIOs).
وظيفة الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي:
يسهم الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في محاذاة أهداف الشركة مع الذكاء الاصطناعي، ويضمن توجيه استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأهداف طويلة الأمد بشكل قانوني وأخلاقي وفعّال. يشمل دوره:
- وضع الاستراتيجية: تصميم وتنفيذ استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي لتعزيز قيمة الشركة وتحقيق الأهداف المستقبلية.
- مراقبة الامتثال والأخلاق: وضع وتطبيق إرشادات قانونية وأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا، مع الحرص على الخصوصية والعدالة والشفافية.
- البقاء في الطليعة: متابعة تطورات التكنولوجيا والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في الشركة.
الصفات المطلوبة في الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي:
- البصيرة: القدرة على فهم التحديات والفرص التقنية والاستراتيجية بعمق.
- التأثير: القدرة على التأثير على القرارات والمواهب في المنظمة.
- الإنشاء: فهم العمليات التجارية وقيادتها بفعالية.
- الربط: القدرة على ربط النقاط والتفاعل بين الأقسام المختلفة.
- متعدد المستويات: القدرة على التفاعل والتعاون مع العديد من الأقسام والجوانب المختلفة للشركة.
يجب أن يكون الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي شخصاً متكاملاً يمتمتاز بمجموعة من الصفات الشخصية والمهنية، بما في ذلك:
- الفطنة التجارية: القدرة على فهم الأعمال والتحليل الاستراتيجي لتحديد الفرص وتحقيق النمو.
- القدرة الإستراتيجية: القدرة على وضع وتنفيذ الاستراتيجيات الطويلة الأمد لتحقيق أهداف الشركة.
- القيادة: القدرة على إلهام وتوجيه فرق العمل وتحفيزها لتحقيق الأداء العالي.
- الاتصال: القدرة على التواصل بفعالية مع مختلف الفئات داخل المؤسسة وخارجها.
- التفكير المبتكر: القدرة على التحلي بالإبداع واستخدام التكنولوجيا بطرق مبتكرة لتحقيق الأهداف المنشودة.
- القدرة على التكيف: القدرة على التكيف مع التغييرات السريعة في المنظمة والبيئة الخارجية.
- النزاهة والأخلاق: الالتزام بالمعايير الأخلاقية العالية والقيم الأساسية للشركة والمجتمع.
باعتبار هذه الصفات، يكون الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي شريكا استراتيجيا رئيسيا في رحلة الشركة نحو النمو والابتكار في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتطور التكنولوجي المستمر.
هل المنصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي ضروري في الشركات؟
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة “فاوندري”، تبين أن نسبة 11% من المؤسسات ذات الحجم المتوسط والكبير قامت بتعيين رئيس تنفيذي مختص في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما تسعى نسبة 21% من المؤسسات الأخرى بنشاط لشغل هذا المنصب.
على الرغم من أهمية هذا الدور الجديد والفوائد المحددة التي يمكن أن يوفرها، إلا أنه لا ينبغي اعتباره ضروريًا لكل مؤسسة. يتعين على كل مؤسسة التفكير فيما إذا كان هذا المنصب مناسبًا لها ومتناسبًا مع هيكلها التنظيمي، وتحديد دوره بالنسبة للمؤسسة الفردية.
تشير معلومات منظمة “سي دي أو كلب” إلى زيادة ثابتة في تعيين كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي، حيث تم تعيين مثل هؤلاء القادة في شركات معروفة مثل ديل وهيلث كير وإنتل. وتشير تقارير منشورة في موقع “أتش آر إكسيكتيف” إلى أن القطاع الحكومي الأمريكي أصبح مكتظًا بقادة الذكاء الاصطناعي، حيث تم تعيين عدد كبير من كبار ضباط الذكاء الاصطناعي عبر المنظمات الحكومية في أواخر عام 2023.
على الرغم من زيادة معدلات التعيين في هذا المجال، إلا أن العديد من المؤسسات لم تعتمد بعد على هذا المنصب، واعتمدت بدلاً من ذلك على قادة آخرين لإدارة التعلم الآلي داخل المؤسسة. في الكثير من الحالات، يتولى مسؤولو التكنولوجيا أو المعلومات إشراف الذكاء الاصطناعي، حيث تشير استطلاعات شركة “بيكر ماكنزي” إلى أن 64% من الشركات لم يكن لديها رئيس متخصص في الذكاء الاصطناعي. وبالإضافة إلى ذلك، تدير 75% من مجالس الإدارة استراتيجية الذكاء الاصطناعي بشكل جماعي، ولكن أقل من نصفها يحتوي على عضو من مجلس الإدارة يتمتع بخبرة في هذا المجال.
في النهاية، لا تزال عملية تعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي وفهم المهارات المطلوبة لهذا المنصب تحتاج إلى تطوير وبحث مستمر من قبل الشركات. ومن المتوقع أن تزداد أهمية هذا الدور في المستقبل وأن يتم توسيع نطاقه ليشمل مختلف أنواع الشركات.
