شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة
قامت شرطة مدينة نيويورك بتنفيذ عملية اقتحام في حرم جامعة كولومبيا، حيث اعتقلت عددًا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين. وفي هذا السياق، أشارت الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات إلى أن إدارة الجامعة تتحمل مسؤولية الأحداث. يأتي هذا في سياق استمرار التحركات والاعتراضات ضد الحرب الإسرائيلية في عدة جامعات أميركية، حيث يطالب الطلاب بوقف الحرب وفرض عقوبات اقتصادية وأكاديمية على إسرائيل.
بدأت العملية في منطقة مانهاتن مساءً، حيث تم إخلاء المتظاهرين من حول قاعة هاميلتون التي كانت محتجزة من قبل طلاب وأساتذة، والتي كانوا يطالبون بوقف الحرب على غزة. ألقت الشرطة القبض على العديد من المحتجين وأفرغت الحرم الجامعي منهم خلال ثلاث ساعات.
وفي ظل هتافات الطلاب المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، أكدت جامعة كولومبيا أنها تأسف للتصعيد الذي اختاره المحتجون، وأشارت إلى أنه تم احتلال وتخريب قاعة هاميلتون. وأعربت عن أسفها لتورط أشخاص غير مرتبطين بالجامعة في هذه الأحداث.
من جانبها، طلبت رئيسة الجامعة من الشرطة البقاء في الحرم حتى 17 مايو لضمان عدم تكرار الاحتجاجات. وقبل الاقتحام، هدد عمدة نيويورك بتوجيه تهم للطلاب المعتصمين، بينما حذر وزير التعليم الأميركي من عدم التسامح مع أي تهديد للأمن في الحرم الجامعي.
تزامناً مع ذلك، تم اعتقال عدد من المتظاهرين في جامعات أخرى، مثل جامعة نورث كارولينا وجامعة فرجينيا كومونولث، بتهمة الاعتصام غير القانوني والتعدي على ممتلكات الآخرين. وتستمر الاحتجاجات في عدة جامعات أميركية، مما دفع بالسلطات الجامعية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للتعامل معها، بما في ذلك زيادة عدد رجال إنفاذ القانون في الحرم الجامعي وتهديد بالعقوبات للطلاب المشاركين في الاعتصامات.
في هذا السياق، أعرب مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقه إزاء الإجراءات القاسية التي تتخذها السلطات الأميركية لتفريق الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، مؤكداً أهمية احترام حقوق حرية التعبير دون التسامح مع التحريض على العنف أو الكراهية.
اتفاق جامعي
في تطور لافت، أعلنت جامعة براون يوم الثلاثاء الماضي عن توصلها إلى اتفاق تاريخي مع مجموعة من طلابها المناهضين للحرب في غزة. وينص هذا الاتفاق على إزالة المخيم الاحتجاجي الذي أقامه الطلاب في الحرم الجامعي مقابل تعهد من الجامعة بإعادة النظر في علاقتها مع الشركات المرتبطة بإسرائيل.
صرحت كريستينا باكسون، رئيسة الجامعة المقامة في بروفيدنس بولاية رود آيلاند، أن الطلاب المحتجين وافقوا على إنهاء احتجاجاتهم وفك مخيمهم بحلول الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي للثلاثاء. كما اتفقوا على عدم ارتكاب أي أعمال تنتهك قواعد السلوك الجامعي حتى نهاية العام الدراسي.
وأضاف البيان الصادر عن الجامعة أنه سيتم دعوة 5 طلاب للقاء 5 أعضاء من مؤسسة الجامعة في مايو لتقديم حججهم بشأن سحب الاستثمارات من الشركات التي تستفيد من الأحداث في غزة.
يمثل هذا الاتفاق خطوة هامة من إدارة جامعة براون تجاه الحركة الطلابية الناشطة، التي انتشرت في جامعات أميركية مختلفة في الفترة الأخيرة، مع توجه الاحتجاجات من الغرب (كاليفورنيا) إلى الشمال الشرقي (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين) وصولاً إلى الولايات الوسطى والجنوبية.
تظل هناك مناقشات تنتظر الطلاب وإدارة الجامعة خلال الفترة من مايو حتى أكتوبر، لتحديد تفاصيل هذا الاتفاق وخطواته المستقبلية.