تستمر العدوان على غزة لـ 6 أشهر مع خسائر اقتصادية غير مسبوقة في إسرائيل
تأثرت المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان بشكل كبير منذ بدء التصعيد في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث شهدت هذه المناطق خسائر جسيمة في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة. تزايدت حدة التصعيد بشكل يومي، مع تصاعد القصف الصاروخي الموجه والمكثف من لبنان على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، مما دفع بالرد الإسرائيلي بقصف مدفعي وجوي يزداد عنفًا.
تفرض إسرائيل حالة من التكتم الشديد على المنطقة الحدودية، حيث أصبحت الطرقات المؤدية إلى كريات شمونة، أحد أهم المدن الحدودية الشمالية، خالية من المارة بشكل غير مسبوق، ويعكس هذا الصمت الدائر تدفق الآليات العسكرية التي تملأ الشوارع، وقد تحولت الأزقة الخالية إلى نقاط تمركز للجنود والآليات العسكرية.
أدى الوضع الراهن إلى تنفيذ إسرائيل خطة للإجلاء الإلزامي لعشرات الآلاف من السكان في 28 بلدة حدودية بشكل مبكر، مما أدى إلى تجميد حياة المنطقة، التي تعتبر مهمة في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة.
وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه بشأن الوضع، مشيرًا إلى أن الحكومة لا يمكنها تحمل بقاء عشرات الآلاف من النازحين في الشمال، وأنه يجب العمل على توفير حلول لهذه الأزمة.
وفيما يتعلق بالأضرار المادية، فقد كشفت السلطات الإسرائيلية في بداية فبراير عن تضرر أكثر من 500 منزل ومبنى ومتجر منذ بدء التصعيد، مع التركيز بشكل خاص على بلدة شلومي غربًا وكريات شمونة في أصبع الجليل، مما أدى إلى تحمل تكاليف ضخمة لإصلاح الأضرار.
من جانب آخر، أدى التصعيد إلى خسائر زراعية غير مسبوقة، حيث أجبر إخلاء المستوطنات الزراعية في الشمال والجنوب على توقف الإنتاج وتلف المحاصيل، مما أثر سلبًا على الأمن الغذائي الإسرائيلي وزاد من التبعات الاقتصادية السلبية.
قطاع السياحة، الذي يعد الركيزة الأساسية للاقتصاد في المنطقة، قد تجمد تمامًا، حيث أصبحت معالم جبل الشيخ السياحية الشهيرة خاوية من الزوار، باستثناء المسؤولين والقادة العسكريين الذين استخدموا تلاله وسفوحه كمواقع عسكرية وتعرضت للقصف.
تحلل خبراء إسرائيليون الوضع ويرون أن الكلفة العالية التي دفعتها إسرائيل حتى الآن قد تكون مجرد استعراض تمهيدي في حال تصاعدت المواجهة شمالًا، ويعتبرون ذلك مؤشرًا على تعقيد الوضع الراهن.