تايمز: حماس تخدع إسرائيل كما فعل محمد علي كلاي مع فورمان
أفادت صحيفة “تايمز” البريطانية بأن إسرائيل وقعت في مأزق لا يمكنها الخروج منه بدون ضعف، بعد أن انسلت في نفس الفخ الذي أدى الغرب إلى حرب العراق، مما جعلها أكثر إرهاقًا وتعرضًا للخطر، مع هدر سلطتها الأخلاقية.
تطرقت المقالة، التي نشرها ماثيو سيد، إلى استراتيجية الملاكم الشهير محمد علي كلاي ضد جورج فورمان عام 1974، حيث استخدم كلاي استفزازًا وتهكمًا لإرهاق فورمان، ما أدى إلى فوزه في المباراة. وربط الكاتب هذه الاستراتيجية بالأحداث التي تلت هجمات 11 سبتمبر، حيث اعتقد القادة الأميركيون والبريطانيون أن الغزو الشامل سيزيدهم أمانًا، لكنهم فشلوا واضطروا للتصدي لتداعيات أكبر وأخطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وقعت في نفس الفخ، حيث استخدمت “حماس” استراتيجية تهدف إلى إرهاقها وإظهارها بشكل أكثر عزلة في المجتمع الدولي، من خلال هجمات متكررة واستفزازات تحت مسمى “طوفان الأقصى”.
وختم الكاتب بالتعجب من الغضب الإسرائيلي المفرط، مشيرًا إلى أنهم تجاهلوا حقيقة أن “حماس” لا يمكن القضاء عليها بالقوة وحدها، وأن استهداف غزة لم يؤدِ إلا لتعزيز دعم العداء لإسرائيل في المجتمع الدولي.
أكدت صحيفة “تايمز” البريطانية أن إسرائيل وقعت في الفخ نفسه، وفقاً لرأي الكاتب، بمبادرتها في تصوير “حركة المقاومة الإسلامية (حماس)” كمجموعة من القتلة المتعصبين. ومع ذلك، اتبعت “حماس” استراتيجية متطورة من خلال إشعال الغضب في إسرائيل من خلال هجمات محسوبة، مثل هجوم أكتوبر الذي ارتبط بـ”طوفان الأقصى”. يعتبر الكاتب هذه الهجمات جزءًا من خطة محكمة الإعداد لتحفيز إسرائيل للرد بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تعزيز قوة “حماس” وضعف إسرائيل.
ونجحت “حماس”، حسب الكاتب، من خلال قصف إسرائيل لكامل قطاع غزة واستخدامها لكل هجوم للتأكيد على الأضرار البشرية الناجمة عن “طوفان الأقصى”. هذا السيناريو خدم مباشرة أعداء “حماس” المتطلعين للحصول على دعم دولي، بينما أفقد إسرائيل مزيدًا من الدعم الدولي وجعلها عزلة في الأمم المتحدة، وأشار الكاتب إلى أن الرأي العام العالمي يميل بشكل متزايد ضدها.
وعبر الكاتب عن دهشته من مستوى الغضب الإسرائيلي من الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر، حيث أنهم فقدوا البصر عن الهدف المعلن للحرب، الذي يتمثل في القضاء على “حماس”. ولكنهم تجاهلوا حقيقة أن “حماس” ليست مجرد تنظيم يمكن القضاء عليه بالقوة، وأن تدمير غزة لم يفيد سوى بتعزيز دعم المعارضة لإسرائيل في المجتمع الدولي.
وأشار الكاتب إلى أن الأمر المأساوي هو أن هذه المأساة كانت متوقعة بالفعل، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن “حصار كامل” لغزة بدون كهرباء أو طعام أو وقود. وما أعقب ذلك من تعليمات بفرض “حصار فعّال” من خلال منع تقديم المساعدات إلى غزة، كانت خطوات تبرر الاعتداءات الوحشية التي وقعت.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن التخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستفيد من استمرار الصراع الدموي، ليس إلا بداية مهمة، مع التنبيه إلى ضرورة أن يدرك الإسرائيليون كيفية استغلال خصومهم لهم وخداعهم في مأساة لها أبعاد تاريخية.