أسعار التمور ترهق كاهل المغاربة و”المجهول” ضحية الإقبال على المستورد
يعتبر التمر النوع المعروف بـ “المجهول” من بين الأنواع الرئيسية للتمور في المغرب، ويتميز هذا النوع بحجمه الكبير وسمعته القوية بفضل القيمة الغذائية والفوائد الصحية التي يُقال إنه يحتوي عليها. ونظرًا لهذه الخصائص، يحظى التمر “المجهول” بشعبية كبيرة خلال المناسبات، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعاره، فإن الكثير من الأسر المغربية لا تفوت فرصة إدراج هذا النوع من التمور على موائدها، حيث يُلقب بعضهم بـ “ملك التمور” بسبب نعومته وطعمه الحلو المميز.
في سوق “درب ميلا” بمدينة الدار البيضاء، والذي يُعتبر واحدًا من أكبر أسواق التمور في المغرب وأكثرها شهرة، يرون التجار أن التمر “المجهول” أصبح متاحًا للجميع، بينما يظل ثمنه مرتفعًا مقارنة بأنواع التمور الأخرى سواء المحلية أو المستوردة.
طلب مرتفع على “المجهول”
يشير تاجر التمور، هشام العنيبة (26 عامًا)، إلى أن تمر “المجهول” لم يعد مقتصرًا على الطبقة ذات الدخل المرتفع، بل أصبح متاحًا للعامة، وقد شهد طلبه ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة.
يوضح العنيبة أن الأسعار أصبحت معقولة، حيث تتراوح بين 50 و60 درهمًا (5 و6 دولارات) للكيلوغرام الواحد، وقد تصل إلى 120 درهمًا (12 دولارًا) للنوعية ذات الجودة العالية.
مع ذلك، هناك بعض المشترين الذين لا يتفقون مع العنيبة بشأن سعر “المجهول”. يعبر عزيز الحبيبي، موظف حكومي، عن عدم شراءه للتمر بسبب ارتفاع سعره، الذي يتجاوز في بعض الأحيان 80 درهمًا (8 دولارات) للكيلوغرام الواحد.
يعزو الحبيبي الإقبال المتزايد على التمور المستوردة بين المواطنين المغاربة إلى أسعارها المنخفضة.
سوق “درب ميلا” يشهد نشاطًا ملحوظًا خلال شهر رمضان، حيث يُعد هذا الشهر الأكثر استهلاكًا للتمور بفضل توفر العديد من الأصناف في السوق.
التجار في “درب ميلا” يأتون من مختلف المناطق لشراء التمور بالجملة، بينما يسعى المشترون إلى الحصول على كمية قليلة من التمور ذات الجودة العالية والأسعار المنخفضة.
رغم أن التمور المستوردة تحظى بشعبية أكبر في السوق، إلا أن “المجهول” لا يزال يحتل مكانته وسط المنافسة الشديدة بين التمور المحلية والأجنبية.
يلاحظ العنيبة زيادة في طلب التمور خلال رمضان 2024، على الرغم من تراجع الإقبال عليها قليلاً مقارنة بالسنوات السابقة. يعزو هذا التراجع إلى ضعف السوق المحلية للتمور بسبب ارتفاع أسعار بعض الأصناف مثل “الجيهل”.
يعزو العنيبة ارتفاع أسعار العديد من المنتجات إلى عوامل عدة، بما في ذلك ارتفاع أسعار النقل والوقود. ورغم ذلك، لم تشهد أسعار التمور الأجنبية تغييرات كبيرة مقارنة بالعام الماضي، مما يشجع المشترين على شرائها.
يدعو تاجر التمور المغربي إلى دعم المنتج المحلي، حيث يشير إلى أن الدول الأخرى تدعم المصدرين من خلال تحسين عمليات التعبئة والتغليف ومراقبة الجودة.
من جانبه، يقول بائع التمور المستوردة، حميد الغلبي، “نحن نقدم ما يطلبه العملاء ويفضلونه”. ويرجع سبب شعبية التمور الأجنبية في السوق إلى توفر العديد من المتاجر التي تبيع التمور المحلية، بينما يُعتبر “درب ميلا” مكانًا معروفًا لبيع التمور المستوردة.
تأتي زراعة النخيل كجزء أساسي من النشاط الفلاحي في الواحات المغربية، وتسهم في تحقيق ما بين 20% و60% من الدخل الزراعي لأكثر من 1.4 مليون مغربي.
يحتل المغرب المرتبة السابعة عالميًا في إنتاج التمور، حيث يبلغ متوسط الإنتاج السنوي 135 ألف طن موزعة على 453 صنفًا، وفقًا لوزارة الفلاحة المغربية.
وعلى الرغم من زيادة أسعار التمور في السوق المغربية مؤخر