محللون: نتنياهو يريد استدامة الحرب وأخذ على عاتقه المواجهة مع بايدن
في ظل التوترات السائدة داخل الحكومة الإسرائيلية وبين الجوانب السياسية والعسكرية في البلاد، يستمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة تحديات عدة، سواء من داخل البلاد أو خارجها، ويسعى بنشاط لتفادي التصاعد في الوضع الراهن في قطاع غزة. هل سينجح في ذلك؟
يشير الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، إلى أن نتنياهو لا يزال يحظى بدعم جزء من الشارع اليميني المتطرف، علاوة على إدراكه لنقاط ضعف خصومه، مما يجعل التهديدات الموجهة له من هذا الجانب غير فعّالة، حيث يركز هؤلاء الخصوم على البقاء في التكتل الحاكم بدلاً من تغيير المشهد السياسي.
من جانبه، يبدي الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وزعيم المعارضة يائير لبيد استعدادهما للاستفادة من الوضع الراهن دون الحاجة إلى تغييره، مما يضع نتنياهو في موقف حرج.
ومع ذلك، يظهر نقاط ضعف لدى نتنياهو في حالة الانقسام داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، الذي كان في البداية رافداً لتوحيد الرأي الإسرائيلي خلال الحرب، لكنه أصبح اليوم عائقاً يعيق خططه.
وفقًا للمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة، فإن نتنياهو يتمتع بدعم يميني متين يمكن أن يرفع عدد المقاعد التي يحتلها في الكنيست إلى 68، خاصة في ظل فرصة تحقيق توافق مع الوزير السابق غدعون ساعر، الذي قطع علاقته السياسية مع غانتس.
بهذا، يظل السؤال المطروح هو ما إذا كانت استراتيجيات نتنياهو ستنجح في إدارة التحديات الحالية والحفاظ على استقرار البلاد، أم سيؤدي تأزم الأوضاع السياسية والعسكرية إلى تفاقم الأزمة في المنطقة؟
خلاف مع بايدن
بالنسبة للخلافات بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فإنه من المتوقع أن تسهم هذه الخلافات في تعزيز موقف نتنياهو داخل إسرائيل. هذا ما أوضحه الحيلة، حيث أشار إلى أن نتنياهو يواجه التحدي بكل شجاعة، خاصة بعد تصريحات الاستخبارات الأميركية التي وضعت شكوكاً حول موثوقيته في الرأي العام الإسرائيلي، مما أدى إلى دعوات لإجراء انتخابات مبكرة.
ومن المحتمل أن تنعكس هذه الخلافات على مسار المفاوضات المستقبلية مع المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك صفقة تبادل الأسرى. يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على حالة الحرب في غزة لتعزيز موقفه السياسي، وقد يظهر بعض المرونة في قضايا الإغاثة الإنسانية في غزة لتهدئة الضغوط الداخلية والضغوط الأميركية.
ومع ذلك، تبقى العقدة الرئيسية تتمثل في الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا في قبضة المقاومة الفلسطينية، والذين فشلت محاولات تحريرهم بالقوة. لذا، يسعى نتنياهو من خلال المفاوضات إلى زيادة الضغط على حركة حماس للتوصل إلى صفقة بعد وقف الحرب المستدامة، وقد يسعى لتسويق هذه الخطوة داخل إسرائيل، ولكن السؤال المطروح هو ما إذا كانت حماس ستقبل بذلك؟
وفي تقدير رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، يتعين على الولايات المتحدة الضغط على المؤسسات العميقة في إسرائيل، مثل جهاز الشاباك والموساد، من أجل تحقيق التغيير المطلوب. ويرى أن ضغط الولايات المتحدة على نتنياهو شخصياً قد لا يكون فعّالًا، حيث يمكن أن يستخدم نتنياهو هذا الضغط لصالحه، ويتظاهر بأن الحليف الأميركي تخلّى عنه، مما يعزز دعمه بين أنصاره في اليمين المتطرف.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو رفض دعوة أميركية لإجراء انتخابات مبكرة، وعلّق على الانتقادات التي وجهت إليه من زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، حيث وصفه بأنه عقبة أمام السلام، ورحب الرئيس بايدن بخطابه ووصفه بالجيد.