حوادث لا تنتهي آخرها فقدان لوح خارجي فهل تتخلص بوينغ من مشاكلها؟
أفادت شركة “يونايتد إيرلاينز” بفقدان لوح خارجي من طائرتها من طراز “بوينغ 737” خلال رحلة أقلعت يوم الجمعة الماضي. تم الإبلاغ عن اكتشاف الضرر بالطائرة بعد هبوطها بسلام في مدينة ميدفورد بولاية أوريغون، وعلى متنها 139 راكباً بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من 6 أفراد.
في أعقاب الحادث، باشرت السلطات الأمريكية للطيران تحقيقًا للتحقق من ظروف فقدان اللوح الخارجي قبل الهبوط. كما أطلقت إدارة الطيران الفدرالية (إف إيه إيه) تحقيقات سريعة بسبب المخاوف من أمن وسلامة الطائرة.
أثار هبوط الطائرة دون إعلان حالة طوارئ استفسارات حول فعالية إجراءات التفتيش قبل الرحلة وبروتوكولات الصيانة. تهدف التحقيقات إلى تحديد السبب الجذري لفقدان اللوحة المفقودة وتقييم كفاءة تدابير السلامة المتخذة من قبل شركة الطيران ومُصنع الطائرة بوينغ.
رداً على الحادث، أصدرت شركة الطيران بياناً لتطمين الركاب والأطراف المعنية بالتزامها بالسلامة. أكدت الشركة أنها ستخضع الطائرة لفحص شامل وإجراء أي إصلاحات ضرورية قبل عودتها للخدمة.
على الرغم من عدم الإعلان عن حالة طوارئ أثناء الرحلة، أقرت شركة يونايتد إيرلاينز بخطورة الوضع، وتعهدت بالتعاون الكامل مع إدارة الطيران الفدرالية والجهات ذات الصلة لإجراء تحقيق شامل.
على صعيد آخر، عبر مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران عالمية، بما في ذلك رئيس شركة يونايتد إيرلاينز، عن قلقهم إزاء أزمة السلامة التي تعانيها بوينغ، مما يشكل عائقًا أمام خططهم الاستراتيجية.
وعلى الرغم من المخاوف، تواصل شركات الطيران التفاوض بشأن طلبيات طائرات جديدة في محاولة للاستفادة من الوضع الصعب لبوينغ وتأمين شروط مواتية. وأكد مدير شركة ليهام لاستشارات الطيران على أن عملاء بوينغ ليس لديهم خيار سوى التعامل مع الشركة سواء أرادوا ذلك أم لا.
الآثار الأوسع لأزمة سلامة بوينغ
يبرز حادث رحلة يونايتد رقم 433 أوجهاً متعددة من المخاوف المتعلقة بالأمن والسلامة في شركة بوينغ، وهو ما أثر بشكل واضح على صناعة الطيران بأسرها.
تثير الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها طائرات بوينغ، بما في ذلك حالة الطوارئ الجوية لطائرة بوينغ 737 ماكس 9 لشركة خطوط ألاسكا الجوية، وحادث المدرج لطائرة بوينغ 737 ماكس لشركة يونايتد، تساؤلات حول بروتوكولات السلامة وعمليات التصنيع في الشركة.
تم التركيز بشكل متزايد على التدقيق التنظيمي والعام، مما وضع ضغطاً كبيراً على بوينغ لمعالجة القضايا التنظيمية واستعادة الثقة في منتجاتها.
وقبل فترة قصيرة، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأميركية، روبرت إيسوم، بوينغ بسبب مشكلات الجودة المستمرة، ودعا الشركة المصنعة للطائرات للعمل مع شركته. وفي الأسبوع الماضي، قدمت الخطوط الجوية الأميركية أول طلبية لشراء طائرات ماكس 10، لتأمين بديل لطائراتها من طراز إيرباص “إيه 321”.
على نفس النحو، أعربت الخطوط الجوية الأميركية عن مخاوفها بشأن قضايا الجودة لدى بوينغ، وحثت الشركة المصنعة على معالجة التحديات الأساسية. وقامت الناقلة مؤخرا بتنويع أسطولها من خلال تقديم طلبات شراء لطائرات ماكس 10، مع توفير المرونة والتعويض عن تأخير التسليم.
وفي مواجهة هذه التحديات، اعتمدت شركات الطيران استراتيجيات متنوعة للتخفيف من المخاطر واستغلال المزيد من الفرص من بوينغ، بدءاً من إعادة التفاوض على الطلبيات، وطلب تعويضات عن التأخير في التسليم، واستكشاف خيارات الأسطول البديل.
التداعيات المالية ومعنويات السوق
تعكس التراجعات الأخيرة في أسهم شركات الطيران الأميركية المخاوف المتزايدة بشأن عدة عوامل، بما في ذلك تأخير تسليم الطائرات، وتقلبات أسعار الوقود، وتداعيات الصعوبات التي تواجهها بوينغ.
شهدت شركة الطيران ساوثويست بشكل خاص انخفاضًا كبيرًا في قيمة أسهمها بناءً على التوقعات القاتمة وتخفيضات الطاقة الاستيعابية، مما يثير المخاوف من إمكانية تعطيل موسم السفر الصيفي القادم. هذا يزيد الضغط على الصناعة التي تكافح بالفعل مع التحديات الاقتصادية مثل التضخم وانخفاض الطلب الاستهلاكي.
تشير تقارير بلومبيرغ إلى أن تراجع ثقة المستثمرين يؤكد على أهمية الشفافية والمساءلة وإدارة المخاطر بشكل استباقي في قطاع الطيران. على الرغم من التحديات القصيرة الأجل، فإن أصحاب المصلحة في الصناعة يظلون متفائلين بالآفاق الطويلة المدى لصناعة الطيران، وهذا يعززها مرونة وابتكار الشركات الرائدة فيها.
ما زال هناك أمل
بينما تسعى شركة بوينغ جاهدة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة واستعادة الثقة في طائراتها، يظل أصحاب المصلحة في صناعة الطيران متفائلين بحذر بشأن التوصل إلى حلول تضمن سلامة واستقرار الطيران التجاري، وفقًا لمراقبين.
يعتبر المدير الإداري لشركة ليهام لاستشارات الطيران، سكوت هاميلتون، أن الجهود الجماعية المستمرة من قِبل الهيئات التنظيمية وشركات الطيران والمصنعين ضرورية للتعامل مع التحديات المستمرة. ويرى هاميلتون أن التدابير الاستباقية، مثل تعزيز بروتوكولات السلامة وتشديد عمليات التفتيش والحوار المستمر بين أصحاب المصلحة، لها دور حيوي في إعادة بناء الثقة وتعزيز المرونة داخل النظام البيئي للطيران.