النفط يقفز وسط ترقب لقرار أوبك بلس والتوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في جلسة التداولات اليوم الجمعة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو/أيار بمقدار 2.24 دولار للبرميل، أي ما يعادل 2.73% لتصل إلى 84.15 دولارًا. بالمقابل، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أبريل/نيسان بمقدار 2.37 دولار، أي بنسبة 3.03%، لتبلغ 80.63 دولارًا للبرميل.
تُعَدّ هذه الزيادة لكل من الخامين مؤشرًا إيجابيًا على اتجاههما لتحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، من بينها الترقب لقرار منظمة أوبك بلس بشأن مستويات الإنتاج للربع الثاني من العام، وتصاعد التوترات الجيوسياسية نتيجة للاستمرار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد الأزمة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية المتوقعة من الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
قرارات أوبك بلس
توضح التقديرات أن العامل الرئيسي في زيادة أسعار النفط هو القرار المتوقع من منظمة أوبك بلس بشأن تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى الربع الثاني من عام 2024.
أكد أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، على توقعات بمواصلة أوبك بلس لتخفيضات الإنتاج الطوعية، مشيرًا إلى أن هذه التخفيضات تشكل مركز اهتمام السوق في الربع الثاني من 2024.
وأيد المحلل كارستن فريتش من كومرتس بنك هذا الرأي، مؤكدًا أن الالتزام بالتخفيضات حتى نهاية العام سيكون له تأثير إيجابي قوي على الأسعار.
كشف مسح أجرته رويترز أن منظمة أوبك أنتجت 26.42 مليون برميل يوميًا في فبراير الماضي، مع زيادة متواضعة عن يناير. وتوقعات قوية ببقاء السعودية على أسعار النفط المباعة للعملاء الآسيويين في أبريل، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، أدت إلى ارتفاع الأسعار.
وأشار تيم سنايدر، الخبير الاقتصادي بشركة ماتادور إيكونوميكس، في حديثه مع رويترز، إلى أن “التوتر الجيوسياسي في البحر الأحمر أدى أيضًا لارتفاع الأسعار يوم الجمعة”. وتصاعد هذا التوتر مع إعلان زعيم جماعة الحوثي في اليمن عن “مفاجآت” عسكرية في المنطقة، مما زاد من عدم اليقين في السوق.
السعودية قد تغير الأسعار
وفقًا لتقرير نشرته منصة “أويل برايس”، استنادًا إلى مسح أجرته وكالة رويترز، من المتوقع أن تقوم المملكة العربية السعودية، كأكبر مصدر للنفط الخام في العالم، بإجراء تعديلات طفيفة على سعر خامها المتجه إلى آسيا في شهر أبريل/نيسان القادم.
ووفقًا لهذا المسح، يُشير إلى إمكانية بقاء أسعار خام العربي الخفيف الرئيسي للسعودية إلى آسيا دون تغيير، أو رفعها بمقدار طفيف يصل إلى 0.20 دولار للبرميل.
يأتي هذا القرار في إطار جهود تعزيز هيكل سوق النفط في دبي، بهدف التصدي للاضطرابات التي تشهدها عمليات شحن النفط في منطقة البحر الأحمر.