نتنياهو يعرض خطته لليوم التالي للحرب على غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم وثيقة مبادئ للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) تتعلق بسياسة ما بعد حرب غزة. وأكدت الهيئة الرسمية أن الوثيقة تشمل الاحتفاظ بحرية العمل الإسرائيلية في قطاع غزة دون تحديد زمني، بالإضافة إلى إنشاء منطقة أمنية متاخمة للمستوطنات الإسرائيلية. وأشارت الهيئة إلى أن الوثيقة تتضمن أيضًا إبقاء الإغلاق الجنوبي على حدود غزة ومصر، واغلاق وكالة الأونروا واستبدالها بوكالات إغاثة دولية أخرى.
من جانبه، أورد موقع أكسيوس الإخباري أن نتنياهو يسعى أيضًا لتنفيذ خطة “اجتثاث التطرف” في المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في غزة. وتتضمن الوثيقة أيضًا، بحسب أكسيوس، المشاركة مع الدول العربية ذات الخبرة في مجال مكافحة التطرف، بقدر الإمكان. كما تؤكد الوثيقة أن إعادة إعمار غزة لن تتم إلا بعد التخلص من السلاح ومحاربة التطرف. وتنص الوثيقة على أن “خطط إعادة الإعمار ستكون تحت إشراف وتمويل دول مقبولة لدى إسرائيل”.
وبالنسبة للحكم في غزة بعد الحرب، فإن الوثيقة لا تحدد بوضوح من سيتولى هذه المسؤولية، لكنها تشير إلى أن “عناصر محلية ذات خبرة إدارية” ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام في غزة.
حشد للإجماع
وفقًا لتصريح مساعد لرئيس الوزراء نتنياهو الذي نقلته أكسيوس، تهدف الوثيقة المقترحة إلى تقديم مبادئ قابلة للتوافق بأكبر قدر ممكن. وأشار المساعد إلى أنه من المتوقع أن تشهد المشاورات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي تعديلات قبل الموافقة النهائية على الوثيقة.
من جهة أخرى، أكد نتنياهو مرارًا أنه يسعى لتحقيق “سيطرة أمنية إسرائيلية” على غزة بعد الصراع. وأوضح في تصريحات سابقة أن ضرورة تجريد غزة من السلاح يجب أن تتم في “اليوم التالي” للحرب، معتبرًا الجيش الإسرائيلي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحقيق ذلك.
وتتعارض تلك التصريحات مع الموقف الأمريكي، مما أدى إلى توتر في العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حملة عسكرية مكثفة في غزة، مما أسفر عن سقوط ضحايا بلغ عددهم أكثر من 29 ألف شخص، وإصابة أكثر من 68 ألفا، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وتشريد مئات الآلاف وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.