هجمات الحوثيين تعطل التجارة العالمية من تسلا إلى بريمارك الشركات في مرمى النار
أفاد موقع “كالكاليست” الإسرائيلي المتخصص في الاقتصاد بأن اشتداد الضربات البريطانية الأمريكية على جماعة الحوثي لم يوقف التذبذب في سوق الإمدادات والتخزين، مما أثر على مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية بدءًا من صناعة السيارات ووصولاً إلى صناعة الموضة.
وأشار الموقع في تقرير مفصل بعنوان “من تسلا إلى بريمارك.. هجمات الحوثيين تعطل الإنتاج والمخزونات” إلى أن الأزمة لا تبدو قريبة من الحل، حيث لم يمنع اشتداد الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الجماعة هذا الأسبوع شركات الشحن البحري من تجنب طرق الملاحة الخطيرة في البحر الأحمر، التي كانت تستخدم في الأيام العادية لنقل 12% من التجارة البحرية العالمية.
ارتفاع تكاليف الشحن
وفقًا للتقارير، قامت ما لا يقل عن 2400 سفينة بتعديل مساراتها الملاحية لتجاوز رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة مدة الرحلة بين أوروبا وآسيا من 35 إلى 49 يومًا. ونتيجة لذلك، ارتفعت تكاليف الشحن بما في ذلك تكاليف الوقود والتأمين.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الأثر السلبي لم يقتصر على قطاع بناء السفن، بل تجاوز ذلك إلى تأخر عمليات الشحن وزيادة التكاليف، مما أدى إلى تحذير مجموعة من الشركات المعتمدة على الشحن البحري من تداعيات واسعة النطاق بسبب نقص في مكونات الإنتاج وارتفاع التكاليف وتقلص الأرباح المتوقعة.
وفي هذا السياق، أوضح سيمون هايني، خبير في قسم دراسات الحاويات في شركة درويري للاستشارات النقل البحري البريطانية، أن هناك حالة من الفوضى الشديدة حاليًا، وأن العملاء الذين يعتمدون على شركات الشحن البحري لن يمرّوا بمرحلة سهلة، مؤكدًا أن الأزمة تتجلى في عدم وعي هؤلاء العملاء بجداول وصول البضائع.
القطاعات المتضررة
وفقًا لموقع “كالكاليست”، يشير التقرير إلى تضرر القطاعات الرئيسية، وتحديداً صناعة السيارات وتجارة التجزئة، نتيجة للتأخر في عمليات التصنيع والإمداد. وتعتبر هاتان الصناعتان الأكثر عرضة للمخاطر بسبب تعقيد سلسلة التوريد.
وبحسب توماس بارنييه، المدير في شركة لازار لإدارة الثروات، فإن صناعة السيارات كانت الأكثر تضررًا نظرًا لاعتمادها على سلاسل توريد معقدة، مما دفع شركته إلى تقليل مخاطرها المرتبطة بهذا القطاع.
ووفقًا لتقديرات وكالة بلومبيرغ، فإن إيرادات منتجي السيارات قد تنخفض بنسبة 5%.
من جهته، أشار كارلوس تافاريس، المدير التنفيذي لشركة “ستيلانتيس”، إلى أن شركات الإمداد والنقل البحري ستخفض أسعار الشحن نتيجة لتأخر الرحلات.
وأفاد الموقع أن شركة تسلا كانت أولى الشركات التي حذرت من تأثير هجمات الحوثيين، وأعلنت عن تعليق الإنتاج في مصنعها في غرونهايده بالقرب من برلين لمدة أسبوعين بسبب تأخر وصول الشحنات. كما قررت الشركة إغلاق وحدة الإنتاج في برلين لمدة أسبوعين ابتداءً من التاسع والعشرين من الشهر.
ووفقًا للتقرير، فإن عالم الموضة أيضًا يواجه أزمة، خاصة مع اعتماده على المنتجات الواردة من آسيا، حيث أعربت شركة “نيكست” البريطانية عن قلقها بشأن تأثير ذلك على مبيعاتها، والتي من المتوقع أن تكون شبه معدومة هذا العام إذا استمرت صعوبات الملاحة عبر قناة السويس.
وفي إشارة إلى مخاطر أخرى، حذر محافظو البنوك المركزية من تجدد دورة التضخم، مما قد يضطرهم إلى تأجيل خطط خفض الفائدة المبرمجة لبقية العام.