عشرات الشهداء بخان يونس وتنديد أممي بقصف إسرائيل ملجأ للأونروا
ركزت قوات الاحتلال الإسرائيلي جهودها القصفية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مستهدفة بشكل خاص مجمع ناصر الطبي ومركزًا للأونروا الذي يستضيف آلاف النازحين، حيث شهد هذا القصف سقوط عدة شهداء وتسبب في إحداث أضرار كبيرة. تلقى هذا الهجوم إدانة واسعة من المجتمع الدولي، مع التعبير عن “أسف” من الولايات المتحدة.
أفادت التقارير أن مناطق وسط وغرب مدينة خان يونس تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف، حيث حصل تحصين للمستشفيات في المنطقة، وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى حصار الاحتلال للمستشفيات واقترافه “جرائم إبادة” في المناطق الغربية للمحافظة.
ووفقًا للتقارير الطبية الفلسطينية، استشهد 50 فلسطينيًا وأصيب 120 آخرين نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف المناطق الغربية من خان يونس خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما أفادت الجزيرة بتسجيل خسائر فادحة داخل مقر الصناعة التابع للأونروا، الذي يضم آلاف النازحين، بعد تعرضه للقصف واندلاع حريق هائل في خيام النازحين. وأفاد مدير الأونروا في غزة بأن مركز التدريب تعرض لقصف من دبابتين، مما أسفر عن نشوب حريق هناك.
تنديد أممي
في سياق ذي صلة، أدانت الأمم المتحدة بشدة “الانتهاك الصارخ” لقوانين الحرب بعد القصف الذي طال ملجأ النازحين التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في خان يونس.
أكد فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن الملجأ كان معروفًا وتم مشاركة إحداثياته مع السلطات الإسرائيلية، معتبرًا الحادث مرة أخرى “انتهاكًا صارخًا للقواعد الأساسية للحروب”.
من جانبه، أفاد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بأن المنظمة قامت بإرسال فريق لتقييم الوضع في مركز التدريب التابع للأونروا في خان يونس، الذي تعرض للاستهداف، والذي كان يستضيف عشرات الآلاف من النازحين.
من جهة أخرى، أدان مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، سلوك إسرائيل القاضي بطلبها إخلاء خان يونس في جنوب قطاع غزة واستمرارها في قصف المدينة دون منح الفلسطينيين الفرصة للمغادرة. أعتبر غريفيث أن هذا السلوك “غير أخلاقي”، حيث يطالب بإخلاء مدينة محاصرة واستمرار القصف دون توفير الفرص للمدنيين للنجاة.
من جانب آخر، وصفت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، الوضع بأنه “جريمة دولية خطيرة للغاية” وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
واشنطن تأسف
من ناحية أخرى، رد البيت الأبيض على القصف الذي استهدف ملجأ للنازحين تابع للأونروا في خان يونس يوم الأربعاء الماضي، حيث أعاد تأكيد موقفه السابق بأن إسرائيل ملزمة بـ “حماية المدنيين”، حتى في ظل استمرار حملتها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
أشارت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، إلى “القلق البالغ إزاء التقارير الواردة حول الضربات التي استهدفت منشأة تابعة للأونروا (…) مع تقارير لاحقة عن نشوب حرائق في المبنى”، ووصفت فقدان أرواح بريئة بأنه “مأساة”.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن “أسفها” للهجوم، داعية إلى “حماية” مواقع الأمم المتحدة.
أكد مجلس الأمن القومي الأميركي في بيانه أيضًا “القلق البالغ” بشأن التقارير التي تحدثت عن القصف الذي استهدف منشأة تابعة للأونروا في جنوب قطاع غزة. وأضاف أنه على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية حماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني ومواقع تقديم الخدمات الإنسانية. وأعرب البيان عن حزنه الشديد لرؤية الأطفال يفقدون حياتهم ويتعرضون للإصابة والتعذيب.
وفي الوقت نفسه، أكد البيان دعم “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
القطاع الصحي في خطر
أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذيرًا بشأن خطر الإغلاق الكامل لقطاع الرعاية الصحية في غزة، مشيرةً إلى أن أقل من 20% من المساحة الإجمالية في غزة أصبحت الآن مأوى لأكثر من 1.5 مليون شخص يعيشون في ظروف يائسة.
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المستشفيات في قطاع غزة تعاني من اكتظاظ شديد ونقص في الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى نقص الوقود والغذاء والمياه. وتواجه هذه المستشفيات تحديات كبيرة في استيعاب آلاف العائلات النازحة.
من جهة أخرى، أكد منسق الشؤون الإنسانية المؤقت في فلسطين المحتلة، جيمي ماكغولدريك، أن إسرائيل تمنع دخول العديد من الأدوية إلى غزة، حيث أضاف أن إسرائيل قامت مؤخرًا بإضافة أقلام إنسولين الأطفال إلى قائمة المواد المحظورة، دون معرفة السبب الرئيسي وراء هذا القرار.
وقد وصفت منظمة اليونيسيف قطاع غزة بأنه المكان الأكثر سوءًا لحياة الأطفال في العالم، حيث يشهد الأطفال وأهاليهم نقصًا شبه كامل في إمدادات الحليب، مما يشكل تهديدًا كبيرًا على حياتهم وصحتهم.
منذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط 25,700 شهيد وإصابة 63,740 شخصًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وترتب على ذلك دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.