أميركا تهاجم مواقع الحوثيين مرة أخرى وغوتيريش يدعو إلى تجنب التصعيد
تنفيذًا لتصعيد الضغوط، قامت الولايات المتحدة بشن ضربات جديدة على أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن فجر اليوم السبت. يأتي ذلك بعد مرور 24 ساعة على غارات سابقة نفذت بالتعاون مع المملكة المتحدة، استهدفت مواقع حوثية بهدف تقويض قدرتهم على تنفيذ هجمات في البحر الأحمر. دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد.
أفادت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مسؤول أمريكي بأن الضربات الجديدة استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون. تم تنفيذ الغارات بشكل منفرد من قبل واشنطن، وكانت أقل نطاقًا من الهجمات السابقة.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تصنيف جماعة الحوثي كتنظيم إرهابي، وتوعد بالرد في حال استمرارهم في التصعيد. وأكد أن الضربات تهدف إلى ردع وإضعاف قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات مستقبلية، مع التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الحاجة لمواجهة أي تهديدات.
يأتي هذا في سياق التصاعد العسكري، حيث تعد جماعة الحوثي ردها على التصعيد بالتهديد بحرب مفتوحة، بينما تصر الولايات المتحدة على تحذيرهم من مواصلة السلوك العدواني.
تجنب التصعيد
في استجابة للهجمات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف إلى عدم التصعيد. وفي تصريحات نقلها المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، حث غوتيريش الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على الالتزام بالقانون الدولي. أكد أيضًا أن الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر غير مقبولة وتشكل تهديدًا لسلامة سلاسل الإمداد وأمانها، مع تأثير سلبي على الوضع الاقتصادي والإنساني على مستوى العالم.
من جهة أخرى، أعرب مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الدولي، خالد خياري، عن قلقه إزاء تداول دورة عنف تهدد بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية كبيرة في اليمن والمنطقة. وأشار إلى أن هذه التطورات تزيد من التوترات الإقليمية.
من ناحية أخرى، أدان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الضربات الأمريكية والبريطانية، ووصفها بأنها “عدوان مسلح سافر”. في المقابل، حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، من تهديد الحوثيين لسفن جميع الدول عبر البحر الأحمر.
في هذا السياق، أكدت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، أن لندن اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة كإجراءات دفاعية.
ضبط النفس
من جهتها، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي نداءً لضبط النفس وتجنب التصعيد في ضوء العمليات العسكرية التي شهدتها مواقع متعددة في اليمن. أعرب الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي، في بيان أصدره أمس الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء التطورات والأحداث الجارية في منطقة البحر الأحمر، والتي تتعلق بالعمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع في الجمهورية اليمنية.
أكد البديوي على أهمية الحفاظ على الأمان البحري وممرات الملاحة في المنطقة، مشددًا على ضرورة مواجهة الأنشطة التي تشكل تهديدًا لأمان واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك خطر تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية. دعا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة، خاصة في ظل التطورات الراهنة في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة تجنب التأثير السلبي على المدنيين في اليمن.
تزامنًا مع التصاعد الحالي للأحداث، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر، والتي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو تقوم بنقل بضائع من وإلى إسرائيل، تعبيرًا عن تضامنهم مع قطاع غزة الذي يواجه حربًا إسرائيلية بدعم أمريكي منذ أكتوبر الماضي.