الصين تدعو أوروبا للتكاتف ضد الإجراءات الأميركية أحادية الجانب وسط تصاعد التوترات التجارية

دعت الصين، اليوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى تنسيق الجهود لمواجهة السياسات التجارية الأحادية التي تنتهجها الولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوترات الناجمة عن زيادات متبادلة في الرسوم الجمركية.
وجاءت الدعوة خلال لقاء جمع الرئيس الصيني شي جين بينغ برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بكين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”.
وأكد شي جين بينغ أن الحرب التجارية لا رابح فيها، محذرًا من أن السياسات الأميركية قد تقودها إلى العزلة، قائلاً: “معارضة العالم لتلك السياسات ستؤدي في نهاية المطاف إلى عزل الولايات المتحدة نفسها”.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن كلًّا من الصين والاتحاد الأوروبي يدعمان العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة، داعيًا إلى تعاون مشترك لمقاومة ما وصفه بـ”التنمر الاقتصادي” من قبل واشنطن.
من جانبه، قال سانشيز إن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تدفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن شركاء جدد وأسواق بديلة، مؤكدًا أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين تمر بمرحلة مراجعة وإعادة تقييم.
ويعتبر مراقبون أن حالة الغموض الاقتصادي والتصعيد في الإجراءات التجارية بين واشنطن وبكين تتيح فرصة لتعزيز التعاون بين الصين وبروكسل، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مواقف موحدة في مواجهة السياسات الحمائية.
تواصل مع السعودية وجنوب أفريقيا
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الوزير وانغ ون تاو أجرى أمس الخميس محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع وزيري التجارة في كل من السعودية وجنوب أفريقيا، لبحث سبل التصدي للرسوم الجمركية الأميركية المضادة وتعزيز التعاون الثنائي.
وذكرت الوزارة أن المحادثات شملت تعزيز الشراكة الاقتصادية مع مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مناقشة قضايا تتعلق بدور مجموعة العشرين وتكتل “بريكس” في دعم النظام التجاري العالمي.
أستراليا ترفض التعاون مع الصين
في المقابل، رفضت أستراليا مقترحًا من الصين للتعاون المشترك في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، معلنة أنها ستواصل السعي لتنويع شركائها التجاريين وتقليل اعتمادها على الصين، رغم كونها الشريك التجاري الأكبر لها.
وكان السفير الصيني لدى أستراليا قد دعا، في مقال رأي نُشر بإحدى الصحف المحلية، إلى تعاون أوثق بين البلدين للدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف، مؤكدًا استعداد بلاده للتعاون مع أستراليا والمجتمع الدولي لمواجهة التغيرات العالمية.
تصاعد الحرب التجارية
ويشهد شهر أبريل الجاري تصعيدًا غير مسبوق في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، إذ فرضت إدارة ترامب بداية الشهر رسوماً بنسبة 34% على الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم سابقة بلغت 20%. وردت بكين بالمثل، مما دفع الولايات المتحدة إلى زيادة الرسوم إلى 104%، قبل أن ترتفع مجددًا إلى 125%.
في تطور لاحق، أعلنت الصين اليوم الجمعة رفع الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى النسبة نفسها (125%)، في خطوة تعكس استمرار التصعيد بين الطرفين.
وأوضحت إدارة البيت الأبيض أن إجمالي الرسوم المفروضة على الصين، بما في ذلك الرسوم المرتبطة بأزمة الفنتانيل، بلغ 145%. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في وقت سابق من الشهر الجاري رسومًا “متبادلة” على جميع دول العالم بحد أدنى بلغ 10%.