الذهب يرتفع مجددًا بعد تراجعه لأدنى مستوى في 4 أسابيع وسط تصاعد التوترات التجارية

سجّل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم، مدعومًا بإقبال المستثمرين على شرائه عقب هبوطه الحاد في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياته منذ نحو أربعة أسابيع، وسط اضطرابات في الأسواق العالمية وتصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد.
وبحلول أحدث تعاملات، ارتفع سعر الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.88% ليصل إلى 3008.62 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن تراجع أمس الاثنين إلى أدنى مستوياته منذ 13 مارس/آذار. كما قفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.6% لتصل إلى 3021.30 دولارًا للأوقية.
جاء هذا الانتعاش في أسعار الذهب وسط تصاعد حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ زاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته التصعيدية مهددًا بفرض رسوم جمركية جديدة، فيما رد الاتحاد الأوروبي بإعداد إجراءات مضادة، ما زاد من احتمالات دخول الاقتصاد العالمي في دوامة ركود.
وقال كبير المحللين في “ريلاينس سيكيوريتز”، جيجار تريفيدي: “رغم التراجع في الجلسات السابقة، لا تزال المؤشرات تشير إلى أن الذهب يحتفظ بزخمه الصعودي، بدعم من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية”.
دعم من البنوك المركزية وتراجع الثقة في الدولار
وسجل الذهب مكاسب تتجاوز 15% منذ بداية العام، مدفوعًا بزيادة كبيرة في مشتريات البنوك المركزية، إضافة إلى مكانته التقليدية كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
وفي تصريحات له، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم نيته تعليق الرسوم الجمركية مؤقتًا لتيسير المفاوضات مع الشركاء التجاريين، رغم تأكيده أنه يجري محادثات مع الصين واليابان ودول أخرى.
ترقب لمحضر “الفيدرالي” وبيانات التضخم الأميركية
وتترقب الأسواق صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي غدًا الأربعاء، إلى جانب بيانات مؤشر أسعار المستهلكين يوم الخميس، ومؤشر أسعار المنتجين يوم الجمعة، للحصول على إشارات بشأن توجهات السياسة النقدية الأميركية. وتزيد التوقعات بخفض الفائدة من جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً إيجابيًا أيضًا، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 2.3% إلى 30.23 دولارًا للأوقية، وصعد البلاتين 1% إلى 925.42 دولارًا، فيما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.1% ليصل إلى 922 دولارًا.
استقرار الين والفرنك وتراجع الدولار
في أسواق العملات، حافظ الين الياباني والفرنك السويسري على مكاسبهما قرب أعلى مستوياتهما في 6 أشهر، مدعومين بإقبال المستثمرين عليهما كملاذات آمنة وسط تقلبات السوق. وسجل الين ارتفاعًا بنسبة 0.64% إلى 146.93 مقابل الدولار، فيما بلغ الفرنك السويسري 0.8546 مقابل الدولار.
وفي المقابل، واصل الدولار الأميركي تراجعه، مع تنامي المخاوف بشأن الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.1%، ليخسر أكثر من 1% منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة.
وسجل اليورو ارتفاعًا إلى 1.0967 دولارًا، بينما صعد الجنيه الإسترليني إلى 1.2776 دولارًا، مبتعدًا عن أدنى مستوى له في شهر.
تذبذب في عملات الأسواق الناشئة
وفي الأسواق الناشئة، هبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته منذ 2023 بعد أن خفف البنك المركزي من سيطرته على العملة، فيما انخفضت الروبية الإندونيسية إلى مستوى قياسي متدنٍ مع عودة التداول بعد عطلة رسمية.
وقال جيمس أثي، مدير قطاع الدخل الثابت في “مارلبورو”، إن الأسواق ما زالت تعوّل على إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، لكنه حذّر من أن “البيانات الاقتصادية المقبلة وردود فعل البنوك المركزية ستحدد مسار الأزمة”.
وأضاف: “إذا بدأت أسهم شركات الصناعات الدفاعية بالتراجع الحاد، فذلك سيكون إشارة إلى دخول الأسواق مرحلة البيع الجماعي”