تطور ثوري في التكنولوجيا الصحية: جلد إلكتروني قادر على الشفاء الذاتي في ثوانٍ

حقق فريق من الباحثين تقدمًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا الصحية القابلة للارتداء من خلال تطوير “الجلد الإلكتروني” (E-Skin) الذي يتمتع بقدرة على إصلاح نفسه واستعادة أكثر من 80% من وظائفه في غضون 10 ثوانٍ فقط بعد التعرض للتلف، وهو ما يمثل قفزة نوعية مقارنة بالتقنيات الحالية التي قد تستغرق دقائق أو ساعات لتعود إلى حالتها الطبيعية.

ويُتوقع أن تفتح هذه التكنولوجيا آفاقًا جديدة في العديد من التطبيقات، بدءًا من مراقبة الأداء الرياضي وحتى إعادة التأهيل الطبي، بالإضافة إلى تتبع الصحة اليومية.

أُجريت الدراسة من قبل باحثين من معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة “ساينس أدفانسز” في 12 فبراير/شباط 2025، حيث تناولتها أيضًا منصة يوريك أليرت.

أداء موثوق وتكامل مع الذكاء الاصطناعي تتميز التكنولوجيا الجديدة بقدرتها على الدمج بين الشفاء الذاتي السريع والأداء الموثوق في الظروف القاسية، بالإضافة إلى تكاملها المتقدم مع الذكاء الاصطناعي وأنظمة مراقبة الصحة عالية الدقة. هذا التكامل يسمح بالكشف الفوري عن التعب وتقييم قوة العضلات بدقة متناهية.

وفي هذا السياق، صرح البروفيسور يانغتشي تشو، الباحث المشارك في الدراسة، قائلاً: “تمثل تقنية الشفاء الذاتي هذه تحولًا جوهريًا في الإلكترونيات القابلة للارتداء. من خلال تحقيق أوقات شفاء تصل إلى ثوانٍ فقط بدلاً من دقائق أو ساعات، تمكنا من التغلب على إحدى أبرز العقبات التي كانت تحد من الاستخدام العملي اليومي لأجهزة الجلد الإلكترونية.”

تفتح هذه التقنية إمكانيات جديدة في مراقبة قوة العضلات وتقييم التعب، وهي تعد ذات تطبيقات واعدة في مجالات مثل ألعاب القوى، إعادة التأهيل، والمراقبة الصحية العامة. كما أن قدرتها على العمل في بيئات متنوعة تجعلها أداة متعددة الاستخدامات مناسبة لعالمنا الواقعي.

متانة مميزة للظروف اليومية من جهته، أشار البروفيسور علي خادم حسيني، الباحث المشارك في الدراسة، إلى أن “ما يجعل هذا الاختراق مثيرًا هو تأثيره العملي المباشر. فقد ابتكرنا تقنية لا توفر المتانة ضد التآكل اليومي فحسب، بل تضمن أيضًا مراقبة صحية دقيقة حتى في البيئات القاسية مثل البيئة المائية.”

تواجه الأجهزة القابلة للارتداء التقليدية مشكلة كبرى في فقدان فعاليتها عند تعرضها للخدش أو التلف، مما يحد من قدرتها على توفير الفائدة في الحياة اليومية. ومع قدرة الشفاء الذاتي لهذه التكنولوجيا الجديدة، تظل أجهزة الجلد الإلكتروني قادرة على توفير مراقبة صحية ثابتة وموثوقة حتى في أصعب الظروف.