تصعيد تجاري جديد: الصين تفرض رسومًا جمركية على المنتجات الأميركية وأوروبا تهدد بالرد

أعلنت وزارة المالية الصينية فرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الأميركية، ردًا على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي دخلت حيز التنفيذ اليوم. في الوقت ذاته، حذر الاتحاد الأوروبي من رد صارم في حال استهدفت إدارة ترامب الواردات الأوروبية بإجراءات مماثلة.
رسوم صينية على المنتجات الأميركية
أكدت الصين أنها ستفرض رسومًا بنسبة 10% على وارداتها من النفط الخام، والآلات الزراعية، والمركبات الكبيرة، والشاحنات الصغيرة القادمة من الولايات المتحدة.
يأتي ذلك بعد دخول رسوم جمركية أميركية بنسبة 10% على الواردات الصينية حيز التنفيذ، إذ برر ترامب قراره بفشل الصين في وقف تدفق المخدرات، وخاصة مادة الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وفي سياق آخر، علّق ترامب يوم الاثنين الماضي تهديده بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا في اللحظات الأخيرة، ووافق على تأجيلها لمدة 30 يومًا مقابل تعزيز الرقابة الحدودية وتعقب الجريمة المنظمة. لكن هذا الإعفاء لم يشمل الصين، حيث أكد متحدث باسم البيت الأبيض أن ترامب لن يجري أي محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل وقت لاحق من الأسبوع.
حرب تجارية متجددة
خلال ولايته الأولى، أشعل ترامب في عام 2018 حربًا تجارية استمرت عامين مع الصين بسبب الفائض التجاري الكبير لصالح بكين. تبادل الطرفان فرض رسوم جمركية بمئات المليارات من الدولارات، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
ولتسوية النزاع، وافقت الصين في عام 2020 على إنفاق 200 مليار دولار إضافية سنويًا على السلع الأميركية، لكن جائحة كوفيد-19 أعاقت تنفيذ الاتفاق، مما أدى إلى اتساع العجز التجاري الأميركي إلى 361 مليار دولار لصالح الصين.
وفي تصعيد جديد، هدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين بشكل أكبر إذا لم تتخذ بكين خطوات لوقف تدفق الفنتانيل إلى بلاده، قائلًا:
“نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل ذلك، فإن الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير.”
من جانبها، رفضت الصين تحميلها مسؤولية أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية وستتخذ تدابير مضادة، لكنها لم تغلق الباب أمام إجراء محادثات دبلوماسية.
الاتحاد الأوروبي يلوّح بالتصعيد
أثارت قرارات ترامب مخاوف في أوروبا من أن تتعرض لصدمات مماثلة، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم إذا فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية على دوله.
وقالت فون دير لاين، عقب اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل:
“نحن مستعدون لحوار قوي وبنّاء مع الولايات المتحدة، لكننا ندرك التحديات المحتملة ومستعدون لها.”
وحذرت من أن الخطوة الأميركية ستؤدي إلى زيادة تكاليف التشغيل، وارتفاع الأسعار، وتضرر العمال والمستهلكين، مما يفاقم التضخم ويضعف الاقتصادات العالمية.
وكان ترامب قد صرّح سابقًا بأنه يعتزم فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي “في وقت قريب”، لكنه لم يحدد جدولًا زمنيًا لذلك.
مستقبل مضطرب للعلاقات التجارية العالمية
تؤكد هذه التطورات استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وامتداد تأثيرها إلى أوروبا. وبينما تسعى الصين والاتحاد الأوروبي إلى حماية مصالحهما، تبقى السياسات التجارية الأميركية المتشددة عاملًا رئيسيًا في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.