اقتصاد
صراعات تجارية عبر الأطلسي: من حرب الدجاج إلى تحديات ترامب

تعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ورغبته في فرض رسوم جمركية مفرطة على السلع الأوروبية بمثابة نقطة تحول جديدة في العلاقات التجارية عبر الأطلسي، مما يفتح فصلاً جديداً في تاريخ طويل مضطرب استمر لأكثر من 60 عامًا. في تقرير نشرته صحيفة “لوبوان” الفرنسية، يستعرض الكاتب إيمانويل بيريتا أبرز المعارك الاقتصادية التي شكلت هذه العلاقات بين بروكسل وواشنطن، بدءًا من “حرب الدجاج” في الستينات وصولاً إلى الحروب التجارية في ظل إدارة ترامب.
- حرب الدجاج (1963)
بدأت الحرب عندما غزت الولايات المتحدة سوق الدواجن الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، ما دفع الجماعة الاقتصادية الأوروبية إلى فرض رسوم جمركية في عام 1962. رد الرئيس الأميركي ليندون جونسون بفرض رسوم على العديد من المنتجات الأوروبية، وهو الإجراء الذي ما زال سارياً حتى اليوم. - حرب الموز (1993-2009)
نشأت الأزمة عندما فرض الاتحاد الأوروبي حصصًا ورسومًا على الموز لصالح مستعمراته السابقة. تصدت الولايات المتحدة لهذه السياسة بحملة ضغوطات استمرت حتى 2009، ما أدى إلى تخفيض الرسوم الأوروبية على الموز. - قضية لحم البقر المعالج بالهرمونات (1989-2011)
حظرت أوروبا استخدام هرمونات نمو في إنتاج لحوم الأبقار، ما أدى إلى إغلاق السوق الأوروبية أمام المزارعين الأميركيين. وفي 1999، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على المنتجات الأوروبية، واستمر النزاع حتى 2011 عندما تم التوصل إلى اتفاق. - نزاع بوينغ-إيرباص (1999-2021)
يعتبر هذا النزاع أطول نزاع تجاري في تاريخ منظمة التجارة العالمية، حيث تبادل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاتهامات بدعم شركات الطيران بشكل غير قانوني. استمر النزاع حتى يونيو 2021 عندما تم التوصل إلى هدنة. - الخلاف حول المواد المعدلة وراثياً
تكشف هذه القضية عن اختلافات جوهرية بين النموذجين الزراعيين الأوروبي والأميركي، حيث تلتزم أوروبا بالزراعة التقليدية بينما تتبنى الولايات المتحدة الزراعة القائمة على التكنولوجيا الحيوية. - الحرب التجارية الترامبية (2016-2020)
بداية من 2018، فرض ترامب رسومًا على الصلب والألومنيوم الأوروبيين، ما دفع أوروبا للرد بعقوبات مماثلة على منتجات أميركية معينة. ومع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، تم تعليق هذه الرسوم دون إلغائها. - قانون الحد من التضخم (2022)
يشير القانون الذي تم إقراره لمكافحة التضخم إلى دعم حكومي صناعي أميركي ضخم في القطاعات الخضراء، ما أثار القلق في أوروبا بشأن تأثيرات هذه الإعانات على تنافسيتها في مجال التقنيات البيئية.
يخلص الكاتب إلى أن هذه النزاعات التجارية تكشف عن صعوبة التوفيق بين النماذج الاقتصادية المختلفة عبر الأطلسي، رغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يظلان من أفضل الحلفاء.