اقتصاد
تأثير سياسات ترامب على الطاقة الأميركية: من تعزيز الوقود الأحفوري إلى التراجع عن الطاقة النظيفة


في الأيام الأولى من توليه منصب الرئيس الأميركي، أصدر دونالد ترامب مجموعة من التصريحات والأوامر التنفيذية التي أثرت بشكل كبير على سياسة الطاقة في الولايات المتحدة.
ووعد ترامب في خطاب تنصيبه بالإعلان عن “حالة طوارئ وطنية للطاقة”، مستهدفا استخدام سلطاته للحد من أسعار الطاقة، ملء الاحتياطيات الاستراتيجية الأميركية، وتعزيز صادرات الطاقة على مستوى العالم.
وتظهر السرعة والنطاق الواسع لهذه التوجيهات أن ترامب كان مصمماً على تغيير السياسة الأميركية في مجال الطاقة، بما في ذلك التراجع عن العديد من المبادرات التي بدأها سلفه لتعزيز الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي إطار الإجابة على تساؤلات ملحة، يتوقع خبراء “المجلس الأطلسي” أن يعيد ترامب صياغة أجندته في مجال الطاقة، التي تشمل الجوانب التالية:
- ما التأثير المحتمل لأوامر ترامب التنفيذية في اليوم الأول على قطاع الطاقة؟ يشير ريد بلاكمور، مدير مركز “أتلانتيك غلوبال إنيرجي سنتر”، إلى أن العودة السريعة لترامب إلى البيت الأبيض تؤكد أن تعزيز إنتاج الطاقة يمثل محوراً أساسياً في سياسته لمكافحة التضخم وتعزيز الأمن القومي عبر أسواق الطاقة. ويضيف أن خطة “الحفر، الحفر، الحفر” التي يتبناها ترامب لا تزال في مراحلها الأولى، وأن تأثير الأوامر التنفيذية قد يظهر في تسريع التصاريح والبنية التحتية للطاقة. من المرجح أن يترافق ذلك مع استكشافات جديدة في قطاع النفط والغاز، رغم أنه سيظل يتطلب وقتًا من السلطات المختصة لدراسة الإجراءات.
- ما أهمية إعلان حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة؟ يقول ديفيد غولدوين، رئيس شركة “غولدوين غلوبال ستراتيجيز”، إن إعلان حالة الطوارئ في مجال الطاقة هو إشارة إلى نية إدارة ترامب تعزيز دور الطاقة الأحفورية وتطوير المعادن، وفي الوقت نفسه تقليص تأثير سياسات الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن إلغاء بعض اللوائح والقرارات قد يتطلب وقتاً وطعناً قانونياً. كما يتوقع أن تلعب السياسة الخارجية دورًا كبيرًا في تشكيل استراتيجيات الطاقة الأميركية.
- كيف ستؤثر أجندة ترامب للطاقة على المنافسة مع الصين؟ بحسب جوزيف وبستر، الزميل في “المجلس الأطلسي”، سيكون للطاقة دور محوري في المنافسة الجيوسياسية مع الصين، خصوصاً في مجالات صادرات الطاقة، الذكاء الاصطناعي، والبطاريات المتقدمة. يرى وبستر أن زيادة صادرات الطاقة الأميركية ستمكن الولايات المتحدة من تعزيز نفوذها في السوق العالمية، ولكن ذلك قد يزيد من تعقيد العلاقة مع الصين، التي تعد أكبر مستورد للغاز في العالم.
- ما التداعيات المحتملة لأوامر ترامب بتعزيز إنتاج النفط والغاز؟ وفقًا لبريندا شافر، زميلة في “المجلس الأطلسي”، فإن وقف بايدن لتصاريح تصدير الغاز المسال قد ألحق ضرراً بسمعة أميركا كمورد موثوق للطاقة. وتعتبر شافر أن إلغاء ترامب للضرائب المفروضة على الميثان وزيادة الإنتاج المحلي سيسهمان في خفض أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء في أميركا.
- ما هو الموقف المتوقع لترامب تجاه الطاقة النووية؟ جينيفر تي جوردون، مديرة مبادرة سياسة الطاقة النووية، تشير إلى أن ترامب سيتخذ نهجًا متفائلًا تجاه الطاقة النووية، باعتبارها أداة استراتيجية لتحقيق الهيمنة الأميركية في هذا المجال. وقد يتطلع ترامب إلى تعزيز صادرات الطاقة النووية لمنافسة روسيا والصين في السوق العالمية.
- كيف سيؤثر تراجع أميركا عن مبادرات الطاقة النظيفة؟ ليليانا دياز، الزميلة في “المجلس الأطلسي”، ترى أن تراجع ترامب عن سياسات الطاقة النظيفة قد يعيد تشكيل ديناميكيات الطاقة العالمية، رغم أن ذلك قد يعزز إنتاج الطاقة المحلية، إلا أنه قد يُضعف ريادة أميركا في مجالات التكنولوجيا النظيفة.
- هل يمكن لأميركا في عهد ترامب أن تستمر في قيادة مبادرات الطاقة النظيفة؟ لي بيك، الزميل في “المجلس الأطلسي”، يرى أن مبادرات الطاقة النظيفة في أميركا تحت إدارة ترامب ستكون في حالة من التراجع، مما قد يؤثر سلبًا على قدرتها على قيادة التحول إلى طاقة مستدامة عالميًا.