تقنية

الذكاء الاصطناعي والكهرباء: تحديات الولايات المتحدة في سباق الهيمنة مع الصين

في الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا للهيمنة على الذكاء الاصطناعي بين القوى العظمى، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في تطوير أنظمة الكهرباء التي تدعم هذا القطاع، بسبب قلة الاستثمار وتعقيدات الأنظمة التنظيمية. بينما تستفيد الصين من قدرتها على تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة بسرعة، مما قد يساعدها على تقليص الفجوة مع الولايات المتحدة في هذا المجال.

وفي مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أشار الكاتب “عظيم أزهر” إلى أن الولايات المتحدة، رغم سمعتها كقوة في تراجع، لا تزال تتفوق في سباق الذكاء الاصطناعي ضد الصين، بفضل قدرة وادي السيليكون على دمج العلماء ورواد الأعمال ورأس المال المخاطر. ومع ذلك، أضاف الكاتب أن استمرار هيمنة الولايات المتحدة على هذه التكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين يعتمد على تسخير تكنولوجيا الكهرباء، التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهو ما يُعد تحديًا كبيرًا.

وأوضح الكاتب أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة تتطلب كميات هائلة من الطاقة، حيث يعتمد تدريب هذه الأنظمة على رقائق الكمبيوتر المتخصصة، مشيرًا إلى أن تدريب نظام “جي بي تي-4” من شات جي بي تي يستهلك نفس كمية الكهرباء التي تستهلكها عدة آلاف من المنازل الأمريكية سنويًا. وتواجه شبكة الكهرباء الأمريكية بالفعل تحديات كبيرة، حيث لا يمكنها مواكبة النمو السريع في احتياجات الطاقة، بسبب سنوات من نقص الاستثمار والعقبات التنظيمية.

من جهة أخرى، تتمتع الصين بقدرة على تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبيرة بسرعة، حيث قامت منذ ديسمبر 2023 ببناء 34 خطًا لنقل الطاقة عالية الجهد، وهو ما يسمح لها بتوصيل الطاقة بكفاءة لمسافات طويلة، بينما لا تمتلك الولايات المتحدة أي خطوط مماثلة. كما أشار الكاتب إلى أن الصين قد تكون على وشك تجاوز الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ستتمكن من تصنيع رقائق حاسوبية منافسة بفضل الابتكار المحلي.

وذكر الكاتب أيضًا أن الصين قد زادت قدرتها الكهربائية بمقدار سبع مرات منذ عام 2000، وأضافت 355 غيغاوات من القدرة الجديدة في 2023، مقارنة بـ 29 غيغاوات في الولايات المتحدة. كما أن الصين نجحت في بناء أكثر من 30 مفاعلًا نوويًا في العقد الماضي، بينما تمكنت الولايات المتحدة من بناء 3 مفاعلات فقط.

وختم الكاتب مقالته بدعوة إلى ضرورة تحديث البنية التحتية الكهربائية في الولايات المتحدة، وإنشاء هيئة لتسريع الموافقات على مشاريع الطاقة النظيفة. وأضاف أن الكهرباء ليست مجرد مرفق بل هي حجر الأساس للعصر الرقمي، وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، عليها أن تستثمر في أنظمة الطاقة التي تدعم هذا القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى