طائرات مسيرة قناصة تستهدف المدنيين في غزة: روايات شهود وتقارير دولية
أفاد شهود عيان في غزة باستخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة مزودة بأسلحة لتنفيذ هجمات ضد المدنيين، وفقًا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “إن بي آر”.
شهادات مؤلمة من غزة
في الأسبوع الماضي، أدلى الجراح البريطاني نظام محمود، الذي عاد مؤخرًا من عمله في مستشفى وسط قطاع غزة، بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني. قال: “أكثر ما أزعجني هو رؤية قنبلة تسقط على خيم مكتظة، تليها طائرة مسيرة تحمل سلاحًا تبدأ بإطلاق النار على المدنيين، بمن فيهم الأطفال. ما يثير القلق أن هذا لم يكن يحدث بشكل متقطع، بل يوميًا”.
من جهته، أشار الدكتور أحمد المغربي، الجراح الرئيسي في مجمع ناصر الطبي بوسط غزة، إلى أنه عالج العديد من المصابين الذين كانوا ضحايا لهذه الطائرات المسيرة القناصة. وأضاف أن المجمع الطبي نفسه كان مستهدفًا من الجيش الإسرائيلي، الذي زعم وجود مقاتلي حماس بداخله.
يروي المغربي حادثة شخصية قائلاً: “خرجتُ ذات يوم برفقة زميلتي الممرضة إلى إحدى الشرفات بعد عملية جراحية طويلة. فجأة، أطلقت طائرة مسيرة النار، فأُصيبت الممرضة بجروح خطيرة في صدرها. بفضل الله وجهود الطاقم الطبي، نجت من الموت”.
روايات صحفية تؤكد الاستهداف
أكدت الصحفية المستقلة فاطمة داما، البالغة من العمر 37 عامًا من جباليا شمال غزة، أن الطائرات المسيرة الصغيرة المزودة بأسلحة أصبحت شائعة في الحرب. في إحدى رسائلها الصوتية للإذاعة، قالت: “عندما أقترب من الباب للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة المسيرة بإطلاق النار عليّ، مما يضطرني للعودة إلى الداخل. إنها محاصرة المدينة بالكامل ولا يمكن لأحد التحرك”.
التكنولوجيا العسكرية خلف الطائرات القناصة
كشفت تقارير أن الجيش الإسرائيلي يستخدم طائرات مسيرة قناصة، مثل “تيكاد” (TIKAD) التي طورتها شركة “دوك روبوتيكس” بالتعاون مع “إيلبت سيستمز”. كما أعلنت شركة “سمارت شوتر” عن طائرة مسيرة قناصة تدعى “سماش دراغون” (SMASH Dragon)، وعرضت مقاطع فيديو تستعرض قدراتها.
ورغم نفي “سمارت شوتر” استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، فإن القوات الإسرائيلية أشادت بتكنولوجيا الطائرات المسيرة في الماضي، وتُموَّل بعض منتجات الشركة جزئيًا من وزارة الدفاع الإسرائيلية.
قيود على التغطية الإعلامية
قالت مراسلة “إن بي آر” جوانا سامرز إن إسرائيل تفرض قيودًا على التغطية الإعلامية، حيث تمنع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى غزة منذ بدء الحرب. وأشارت إلى أن إسرائيل كانت حتى وقت قريب تعمل على تطبيق قانون يمنع الإعلام من الإبلاغ عن استخدام الطائرات المسيرة المسلحة.
تكنولوجيا باقية ومستقبلها مقلق
يرى سيث جونز، رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن هذه التكنولوجيا نادرًا ما تتلاشى بمجرد تطويرها. وأكد: “الطائرات المسيرة القناصة لن تختفي، بل ستواصل التطور، مما يزيد من تعقيد الحروب المستقبلية”.
رغم قلة التقارير الرسمية حول استخدام الطائرات المسيرة القناصة، أصبحت هذه التكنولوجيا شائعة في النزاعات، حيث يتحدث سكان غزة عنها كثيرًا، ما يعكس تأثيرها المدمر على المدنيين في ظل الحصار والقصف المستمر.