25 منظمة تطالب بوقف الحرب على غزة وتشكك بجدوى الممر البحري
دعت 25 جمعية حقوقية ومنظمة إنسانية الحكومات إلى استخدام نفوذها لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإعطاء الأولوية لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية عن طريق البر إلى القطاع المحاصر الذي يتعرض للقصف المستمر منذ أكثر من 5 أشهر.
وأكدت تلك المنظمات الإنسانية في بيان مشترك أنه “لا يمكن للدول أن تتجنب مسؤولياتها من خلال الاعتماد على عمليات الإنزال الجوي والجهود المبذولة لفتح ممر بحري، بل يجب عليها التركيز على منع وقوع الجرائم الفظيعة وممارسة ضغط سياسي فعّال لوضع حد للقصف المستمر ورفع القيود التي تعيق الوصول الآمن للمساعدات.
الإنزال الجوي
وأكدت الجمعيات الحقوقية والمنظمات الإنسانية أن عمليات الإنزال الجوي تعجز عن تلبية الحجم الكبير للمساعدات التي يمكن نقلها بواسطة الطرق البرية. فعلى سبيل المثال، تستطيع قافلة مكونة من 5 شاحنات حمل حوالي 100 طن من المساعدات الحيوية، بينما لم تتجاوز العمليات الأخيرة للإنزال الجوي عدة أطنان من المساعدات لكل عملية. بالإضافة إلى ذلك، تمثل عمليات الإنزال الجوي خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين الذين يتلقون المساعدات.
وأشارت الجمعيات إلى أن بعض الدول التي نفذت مؤخرًا عمليات إنزال جوي تزوّد أيضًا السلطات الإسرائيلية بالأسلحة. وتشمل هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا. وأكدت أنه لا يجوز للدول استخدام المساعدات كوسيلة لتجنب التزاماتها وواجباتها الدولية بموجب القانون الدولي، بما في ذلك منع وقوع الجرائم الفظيعة.
الممر البحري
أشارت المنظمات الموقعة على البيان إلى أن الدول المذكورة مؤخرًا أعلنت جهودًا لفتح ممر بحري من قبرص، بما في ذلك إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة، لكنها أكدت أن هذا الميناء لن يكون قادرًا على العمل بكامل طاقته إلا بعد عدة أسابيع، في حين يواجه السكان الجوع والانتظار الطويل لتلقي المساعدات، وتمنعهم الظروف الحالية من انتظار إنشاء البنية التحتية البحرية والبرية.
وشددت المنظمات على أهمية السماح الفوري بدخول الشاحنات الإنسانية المحملة بالغذاء والدواء، التي يتم حالياً منع دخولها إلى غزة، لإنقاذ حياة السكان هناك.
وأضافت أن حتى مع وصول المساعدات إلى نقاط التوزيع حول غزة من هذا الميناء، فإنها ستواجه العقبات ذاتها التي تواجهها القوافل القادمة من رفح حاليًا، مثل انعدام الأمن ومعدلات منع الوصول العالية من القوات الإسرائيلية، والانتظار الطويل عند نقاط التفتيش.
وبالتالي، أوضحت المنظمات أن إنشاء هذا الميناء لن يغير الوضع الإنساني الكارثي بشكل كبير مالم يتم ربطه بوقف فوري لإطلاق النار والوصول الكامل للمساعدات دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأشارت إلى القلق حول انعدام الشفافية بشأن الجهة التي ستكون مسؤولة عن البنية التحتية وأمن توصيل المساعدات على الشاطئ، مع التأكيد على ضرورة عدم تعطيل الاحتلال الإسرائيلي للقطاع عبر استغلال الحاجة لإيصال المساعدات.
وأكدت المنظمات أنها تدرك الحاجة الماسة للمساعدات في هذا السياق العصيب، لكنها حذرت من العواقب المدمرة المحتملة لخلق سوابق خطيرة قد تؤدي إلى تدهور إمكانية وصول المساعدات الإنسانية وإطالة مدة الأعمال القتالية.
وختمت بالتأكيد على ضرورة استخدام الدول الثلاث (الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا) نفوذها بشكل عاجل لوقف فوري لإطلاق النار وإلزام السلطات الإسرائيلية برفع حصارها عن المساعدات المنقذة للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك فتح معابر رفح وكرم أبو سالم وبيت حانون والمنطار ورفع القيود عنها.
ومن بين المنظمات الموقّعة على البيان: أطباء بلا حدود، وأوكسفام، ومنظمة العفو الدولية، وأكشن إيد الدولية، وتحالف وور تشايلد، ورابطة المنظمات غير الحكومية الإيطالية، والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، واللجنة الكاثوليكية ضد الجوع ومن أجل التنمية، وغيرها.
ووفقًا للأمم المتحدة، وبعد 5 أشهر من الحرب الإسرائيلية والحصار المشدد على قطاع غزة، أصبحت الغالبية العظمى من سكان القطاع المقدر عددهم بنحو 2.2 مليون نسمة عرضة للمجاعة.