تقنية

وزارة العدل الأميركية تتهم 12 مواطنًا صينيًا بتنفيذ هجمات سيبرانية استهدفت مؤسسات حكومية وشركات كبرى

وزارة العدل الأميركية توجه اتهامات جنائية لـ 12 مواطنًا صينيًا بتنفيذ هجمات سيبرانية واسعة

أعلنت وزارة العدل الأميركية، اليوم، توجيه اتهامات جنائية ضد 12 مواطنًا صينيًا يُشتبه في تورطهم في سلسلة هجمات سيبرانية استهدفت أكثر من 100 منظمة أميركية، بما في ذلك وزارة الخزانة، منذ عام 2013، وفقًا لما نقله موقع “ذي فيرج”.

اتهامات بالتعاون مع أجهزة الأمن الصينية

تتهم وزارة العدل الأميركية الأفراد المعنيين بتنفيذ الهجمات إما بصفة مستقلة أو بتكليف من وزارة الأمن العام ووزارة أمن الدولة الصينية. وتشير لائحة الاتهام إلى أن اثنين منهم ضباط في وزارة الأمن العام، في حين يعمل ثمانية آخرون لدى شركة صينية تُعرف باسم “آي-سون” (i-Soon)، والتي يُزعم أنها تمتلك أدوات لاختراق خدمات البريد الإلكتروني مثل “جيميل” و”مايكروسوفت أوتلوك”، بالإضافة إلى منصة “إكس” (X)، التي استُخدمت لمراقبة الرأي العام الدولي. وقد طوّرت الشركة أداة أطلقت عليها الحكومة الأميركية اسم “منصة توجيه ومراقبة الرأي العام”، وفقًا للائحة الاتهام.

ضلوع مجموعة سيلك تايفون في هجمات سيبرانية واسعة

أما المتهمان الآخران فينتميان إلى مجموعة القراصنة “إيه بي تي 27” (APT27)، المعروفة أيضًا باسم “سيلك تايفون” (Silk Typhoon)، والتي ارتبطت بعمليات اختراق استهدفت مؤسسات في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم، وفقًا لوزارة العدل الأميركية.

استهداف أنظمة حساسة وتحقيق أرباح ضخمة

أظهر بحث حديث أجرته شركة “مايكروسوفت” أن هذه المجموعة ركزت هجماتها مؤخرًا على أنظمة تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك برامج الإدارة، والتي كانت هدفًا لاختراق وزارة الخزانة في أواخر ديسمبر.

وفي بيان رسمي، أوضحت وزارة العدل أن الدوافع الرئيسية لهذه الهجمات كانت مالية، حيث دفعت وزارة الأمن العام الصينية مبالغ ضخمة مقابل البيانات المسروقة.

دور شركة آي-سون في عمليات الاختراق

وأشار البيان إلى أن شركة “آي-سون” وموظفيها، ومن بينهم المتهمون، حققوا إيرادات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات من خلال دورهم كجزء من منظومة “القراصنة المأجورين” في الصين.

وتورطت الشركة في عمليات اختراق بطلب من وزارة الأمن العام، بما في ذلك تنفيذ هجمات إلكترونية لتعزيز سيطرة الحكومة الصينية على المعارضين في الخارج. كما نفذت عمليات قرصنة بمبادرة ذاتية، ثم باعت أو حاولت بيع البيانات المسروقة لما لا يقل عن 43 مكتبًا تابعًا لوزارتي الأمن القومي والأمن العام، في 31 مقاطعة وبلدية مختلفة في الصين.

وطبقًا للبيان، تقاضت “آي-سون” مبالغ تتراوح بين 10 آلاف و75 ألف دولار أميركي عن كل حساب بريد إلكتروني نجحت في اختراقه. كما قامت الشركة بتدريب موظفي وزارة الأمن القومي الصينية على أساليب الاختراق وبيع أدوات وتقنيات متطورة لعملائها.

استهداف مؤسسات إعلامية ووكالات حكومية

شملت الهجمات السيبرانية التي نفذتها “آي-سون” عدة جهات أميركية، من بينها صحيفتان في نيويورك، ووزارة التجارة الأميركية، ووكالة استخبارات الدفاع.

الحكومة الأميركية تعرض مكافأة مقابل معلومات عن المتهمين

أكدت وزارة العدل أن المتهمين لا يزالون طلقاء، وأعلنت الحكومة الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد هويتهم أو توقيفهم.

دوافع مالية لمجموعة سيلك تايفون

أما بالنسبة للمتهمين من مجموعة “سيلك تايفون”، فقد كانت دوافعهم مالية بحتة، حيث استهدفوا نطاقًا واسعًا من الضحايا، ما أدى إلى أضرار تتجاوز سرقة البيانات، مسببين خسائر بملايين الدولارات.

وأوضحت لائحة الاتهام أن المتهمين “يين” و”تشو” سعيا للاستفادة من اختراق العديد من شركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث وشركات المحاماة ومقاولي الدفاع والحكومات المحلية والمؤسسات الصحية والجامعات في الولايات المتحدة، مما ألحق أضرارًا جسيمة بتلك الجهات.

زر الذهاب إلى الأعلى