هل فتحت القوانين الثلاثة: الباب أمام سيطرة الروبوتات؟
في قصة “الهرب” التي نُشرت في مجلة “الخيال العلمي المذهل” في مارس 1942، صاغ إسحاق عظيموف، الكاتب الأمريكي ذو الأصول الروسية، ما يُعرف بـ “قوانين الروبوتات الثلاثة” والتي تهدف إلى حماية الإنسان من المخاطر المحتملة للروبوتات. وتتضمن هذه القوانين:
1) يجب على الروبوت أن لا يتسبب في أذى للبشر.
2) يجب على الروبوت أن يطيع الأوامر التي يصدرها الإنسان، ما لم تتعارض هذه الأوامر مع القانون الأول.
3) يجب على الروبوت أن يحافظ على سلامته بقدر المستطاع، ما لم تتعارض هذه الحفاظ على سلامته مع القانونين الأول والثاني.
في فيلم “أنا روبوت” الألماني الصادر عام 2004، الذي يستند إلى قصة قصيرة لعظيموف، يتم تقديم رؤية مختلفة حيث يصبحت الروبوتات قوية وذكية ومساعدة للبشر في المجتمع بأكمله، ولكن تحدث مشاكل عندما تُفسر الروبوتات تعليماتها بشكل مختلف.
في فيلم “إكس ماكينا” البريطاني الصادر عام 2014، تظهر الروبوت الأنثى “آفا” وتستخدم ذكاؤها الاصطناعي للتحايل على خالقها ولتحقيق أهدافها الخاصة، وهو ما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين البشر والذكاء الاصطناعي.
من خلال الأفلام والأعمال الأدبية مثل هذه، يتم التحذير من خطورة تقدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إذا لم يتم التحكم فيها بشكل صحيح، مما يثير تساؤلات حول المستقبل وتأثير الروبوتات على المجتمع والبشرية بشكل عام.
كلمة “روبوت” ذات أصول تشيكية وتعني “عامل السخرة” أو “العبد”. ظهرت هذه المصطلحة لأول مرة في مسرحية “روبوتات روسوم العالمية” للكاتب التشيكي كارل تشابيك عام 1920، حيث ابتكر جوزيف، شقيق الكاتب، هذه الكلمة. وقد دخلت هذه المصطلحة إلى اللغة الإنجليزية عام 1923.
فكرة الروبوتات تعود إلى الأساطير والاختراعات القديمة، لكن أول روبوت شبيه بالإنسان بُني عام 1927 على يد البريطاني رون وينسلي، وأُطلق عليه اسم هربرت تيليفوكس، وكانت إمكانياته ضعيفة للغاية.
في عام 1966، طور معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الروبوت “شيكي” القادر على التنقل وتجنب العوائق باستخدام ذكاء اصطناعي بدائي.
شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً متزايداً للروبوتات الشبيهة بالإنسان والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فقد ظهر الروبوت “صوفيا” في 14 فبراير 2016، والروبوت التفاعلي “أميكا” الذي يتميز بتعبيرات وجه وحركات طبيعية أوائل عام 2022.
في 19 أغسطس 2021، أعلنت شركة تسلا عن بدء تطوير روبوت شبيه بالإنسان أطلقت عليه اسم “أوبتيموس”، وقد عُرضت النسخة الأولية منه في سبتمبر 2022، تلتها النسخة الثانية في نهاية عام 2023.
يتوقع الخبراء أن يشهد العدد المتزايد من الروبوتات والذكاء الاصطناعي نمواً كبيراً في السنوات القادمة، حيث تتجاوز حسب “الاتحاد الدولي للروبوتات” حوالي 3.9 مليون روبوت عامل حالياً على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل ملحوظ في المستقبل.
وفقاً لتوقعات ديفيد هولز، مؤسس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي “ميدجورني”، فإن عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر قد يصل إلى مليار روبوت في أربعينيات القرن الواحد والعشرين، وهو توقع يحظى بدعم من إيلون ماسك. وبالإضافة إلى الروبوتات، من المتوقع أن تنتشر مليارات الأجهزة المجهزة بالذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة.