هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟
قال الباحث الأمريكي، مايكل روبين، إن أكثر النزاعات دموية في القرن الحادي والعشرين لم تحدث في أوكرانيا أو غزة أو ليبيا أو أفغانستان أو السودان، بل في جمهورية الكونغو الديمقراطية (التي كانت تُعرف سابقاً بزائير).
وأشار روبين، الذي يشغل منصب كبير الباحثين في معهد “إنتربرايز” الأمريكي ومدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط، إلى أن حرب الكونغو الثانية التي دارت في الفترة بين عامي 1998 و2003، أسفرت عن مقتل أكثر من 5 ملايين شخص بينهم مدنيون، وفقاً لتقديرات متعددة.
في مقال نُشر في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، أكد روبين أن حصيلة الوفيات في حرب الكونغو كانت بكثير أكبر من تلك التي شهدتها مأساة إقليم دارفور في السودان بين عامي 2003 و2005، حتى إذا كانت التقديرات تبين أن الأعداد أقل بكثير من الواقع.
وانتقد روبين سياسات وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة، مشيراً إلى أنها أسهمت في تأجيج الصراعات وزادت من خطر إعادة اندلاع الحروب.
وأكد أن الإهمال في استخدام الدبلوماسية كان أحد أسباب التفاقم، حيث لو استخدمت الولايات المتحدة مواردها الدبلوماسية والاستخباراتية بشكل فعال، لكان بإمكانها منع الأزمات الكبرى من التصاعد إلى مستويات الصراعات الدموية.
وختم روبين مقاله بالتحذير من أن التساهل والإهمال في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب ثالثة في الكونغو، ما سيعني مأساة إنسانية جديدة وخسائر بشرية هائلة تطال جميع شرائح المجتمع الكونغولي.