هل إقامة البطولات في قطر وراء الإنجازات التاريخية للمنتخبات العربية؟
تسجّل الملاعب القطرية إنجازات تاريخية للمنتخبات العربية، بدايةً بتألق المنتخب المغربي الذي وصل إلى المربع الذهبي في كأس العالم لكرة القدم 2022، وما تلاها من تفوق عربي غير مسبوق في كأس آسيا 2023. ويطرح هذا التألق سؤالاً حول دور إقامة البطولتين على ملاعب قطر في تحقيق هذه الإنجازات العربية.
من المتوقع أن يبلغ منتخب قطر نصف النهائي أو يحقق اللقب من جديد، ولكن المفاجئ في هذه النسخة هو تأهل المنتخب الأردني للدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وهو إنجاز يفوق التوقعات مع عدم تصنيفه ضمن المرشحين لتحقيق هذا الإنجاز. وقد حظي المنتخب الأردني بتشجيع كبير من جماهيره، وتألق لاعبوه، بما في ذلك موسى التعمري، وسجلوا 10 أهداف خلال المباريات الخمس التي خاضوها حتى الآن.
ولم تقتصر الإنجازات العربية على قطر والأردن فحسب، بل شملت أيضًا منتخب فلسطين الذي حقق أول فوز في تاريخه بالبطولة وتأهل لثمن النهائي، وأيضًا منتخب سوريا الذي وصل أيضًا لثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بينما أثبت المنتخب العراقي قوته وتألقه في البطولة، وفاز على المرشح الأول للقب، اليابان، وتأهل لربع النهائي.
الخبراء يجيبون
تم توجيه الاستفسار إلى مجموعة من الخبراء في كرة القدم، وهم اللاعب السابق والمحلل في قنوات “بي إن سبورتس”، هيثم فاروق، والدكتور جمال إسماعيل، أستاذ كرة القدم في كلية التربية الرياضية، ووسام شامل، المدرب والمحاضر في الاتحاد الآسيوي، بالإضافة إلى محمد نجيب، محلل الأداء.
في رأي هيثم فاروق، تُعد بطولة كرة القدم في دول عربية حافزًا قويًا للفرق والمنتخبات، نظرًا لوجود جاليات كبيرة لها في هذه الدول. وأوضح أن النسخة القادمة التي ستقام في السعودية ستكون أيضًا محفزة. وأشار إلى أن تأهل منتخب المغرب للمربع الذهبي في كأس العالم 2022 وتأهل الفرق العربية في كأس آسيا 2023 يعود إلى الزخم الجماهيري والتشجيع الضخم الذي وجدته في الدوحة.
من جهته، أكد الدكتور جمال إسماعيل أن النجاح يتأتى من الإيمان بالنفس، وأن قطر نجحت في تنظيم كأس العالم 2022 وأبدعت في إظهار الهوية العربية. وأوضح أن الجماهير العربية ساهمت في تحفيز الفرق، وأن قوة المنتخب الأردني تعود إلى الإيمان بالنفس والتوليفة الجيدة التي نجح حسين عموتة في تحقيقها.
من ناحيته، أشار وسام شامل إلى أن تألق المنتخبات العربية في بطولات كرة القدم يعود إلى البطولة التي تُقام على أراض عربية، مما يؤدي إلى حضور جماهيري كبير وزخم إيجابي. وأشار إلى أن جودة الجيل الحالي لمنتخب الأردن والتوليفة الجيدة جعلته يصل إلى هذا الإنجاز.
بشكل عام، توضح وجهات النظر المتعددة أن البطولات التي تقام في الدول العربية تشكل دافعًا إضافيًا للفرق والمنتخبات لتحقيق النجاح، بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به الحدث.
محلل الأداء محمد نجيب قد وضع نقاطًا مهمة ترتبط بإنجازات المنتخبات العربية في كرة القدم وتأثير إقامة كأس آسيا في قطر، وهي كالتالي:
- لفت الانتباه إلى الدور الذي لعبته الجماهير العربية في دعم المنتخبات الفلسطينية، حيث أثر الزخم الجماهيري الذي شجعهم في قطر على تحقيقهم لإنجازات بارزة في البطولة، على الرغم من التحديات التي يواجهونها.
- أشار إلى أن استضافة قطر للمنتخبات والجماهير العربية ساهمت في تعزيز الأجواء الإيجابية والدعم الكبير لهم، حيث كانت السهولة في الوصول إلى الملاعب وجودة الاستضافة لها دور كبير في تعزيز أداء اللاعبين وروحهم المعنوية.
- أبرز أهمية تواجد اللاعبين العرب في الدوريات الخليجية، حيث ساعد ذلك في تسهيل التأقلم مع الأجواء والمنافسة على المستوى الدولي، مما أدى إلى تقدم المنتخبات العربية وتحقيق إنجازات ملحوظة.
- أشار إلى دور جودة الملاعب والبنية التحتية في قطر في تحفيز اللاعبين وتحفيزهم على الأداء بشكل أفضل، مما ساهم في تحقيق إنجازات تاريخية للمنتخبات العربية، مثل وصول المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي في كأس العالم 2022.
- أخيرًا، أشار إلى أن سهولة تنقل الجماهير ووصولهم إلى الملاعب في قطر ساهم في تحفيزهم لحضور جميع المباريات ودعم منتخباتهم بشكل كبير، مما أضعف دافعية المنافسين وزاد من قوة اللاعبين العرب وتأثيرهم على المباريات.