الصحة

منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ الدولية بسبب تفشي جدري القرود في أفريقيا

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي جديد لمرض جدري القرود في أفريقيا، واعتبرته “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا”، وهي الفئة التي سبق استخدامها لتفشي أمراض خطيرة مثل الإيبولا وكوفيد-19، إلى جانب ارتفاع حالات جدري القرود في أوروبا عام 2022.

وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير للكاتبة كات لاي أن عددًا من البلدان الأفريقية يشهد زيادة في حالات الإصابة بجدري القرود، مع انتشار الفيروس القاتل عبر الحدود الوطنية، مما يثير مخاوف من تفشيه على نطاق عالمي.

ما هو جدري القرود؟

جدري القرود هو مرض فيروسي معدٍ، وتتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا مثل الحمى، والقشعريرة، وآلام العضلات، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي يتطور إلى بثور مملوءة بالسوائل تتحول في النهاية إلى قشور. هناك نوعان رئيسيان من الفيروس، الأول يُعرف بفروع حوض الكونغو، والثاني بفروع غرب أفريقيا. وعلى الرغم من أن كليهما يمكن أن يكون قاتلًا، إلا أن السلالة الأولى تُظهر تاريخيًا معدلات وفيات أعلى.

أهمية إعلان الطوارئ

يهدف إعلان منظمة الصحة العالمية إلى تحفيز الوكالات المانحة والدول على العمل بسرعة، وكذلك تسريع الوصول إلى الاختبارات، واللقاحات، والعلاجات في المناطق المتضررة، إلى جانب الحد من الوصمة المرتبطة بالفيروس. ومع ذلك، كانت الاستجابة العالمية للإعلانات السابقة متفاوتة.

وأكد الجنرال الدكتور جان كاسيا، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، أن إعلان الطوارئ جاء لحشد الجهود والموارد لمواجهة تفشي المرض بسرعة وفعالية، داعيًا الشركاء الدوليين إلى تقديم المساعدة، خاصة مع تزايد حالات الإصابة في أفريقيا التي تم تجاهلها إلى حد كبير.

أين تحدث العدوى؟

تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا حادًا، حيث تم تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024. ويعد هذا التفشي غير معتاد من حيث الحجم، إذ يطابق بالفعل إجمالي حالات عام 2023. كما يتم الإبلاغ عن إصابات في دول مجاورة مثل بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.

أسباب ارتفاع الإصابات

تم اكتشاف فرع جديد من السلالة الأولى في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي تم تأكيده أيضًا في كينيا ورواندا وأوغندا. ويُعتقد أن هذا المتغير يسهم في انتشار الفيروس. وبينما كانت السلالة الأولى تنتقل عادة من خلال تناول لحوم الطرائد المصابة، تنتقل السلالة الجديدة بشكل أكبر من شخص إلى آخر، غالبًا عن طريق الاتصال الجنسي أو الجسدي المباشر.

كيف ينتشر المرض ولماذا الأطفال أكثر تأثرًا؟

يتنقل الفيروس عبر الحدود مع الأشخاص المصابين، ويبدو أن الأطفال دون سن 15 عامًا يشكلون النسبة الأكبر من المصابين في الكونغو، بما في ذلك 70% من الإصابات و85% من الوفيات. يُعتقد أن سوء التغذية يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة، في حين أن كبار السن في المنطقة قد يكون لديهم بعض الحماية بفضل تلقيهم لقاح الجدري في الماضي.

هل لدينا لقاحات؟

توجد لقاحات لجدري القرود، ولكن هناك مشكلات في إيصالها إلى المناطق المتضررة. تحتاج أفريقيا إلى 10 ملايين جرعة، في حين لا يتوفر سوى 200 ألف جرعة حاليًا. تعكف منظمة الصحة العالمية على مراجعة خطط التطعيم، والتي من المرجح أن تشمل تتبع وتطعيم المخالطين للحالات.

تفشي 2022 العالمي

في عام 2022، انتشر وباء جدري القرود من أوروبا، مؤثرًا بشكل خاص على مجتمعات المثليين. وفي يوليو/تموز من العام نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة، وبدأت في تنفيذ برامج تتبع المخالطين وتوزيع اللقاحات. وقد رُفعت حالة الطوارئ في مايو/أيار 2023 بعد إصابة نحو 90 ألف شخص.

زر الذهاب إلى الأعلى