الأخبار الدولية

محامية تركية تطالب بمحاكمة دولية للمسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا السوري

قدّمت محامية تركية شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام في إسطنبول، تطالب فيها بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت في سجن صيدنايا السوري نيابة عن الضحايا، بما في ذلك نساء تعرضن للاغتصاب وأفراد تعرضوا للتعذيب حتى الموت.

اعتمدت الشكوى على شهادات معتقلين سابقين، إضافة إلى صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو توثّق المجازر والتعذيب، فضلاً عن وثائق تكشف عن حالات اختفاء قسري واستخدام أسلحة كيميائية.

شملت الدعوى أسماء مسؤولين بارزين في النظام السوري، من بينهم الرئيس بشار الأسد، ومدير سجن صيدنايا، وعدد من مديري السجون وأجهزة المخابرات. وطالبت بإصدار مذكرات توقيف دولية بحقهم وتسليمهم إلى تركيا إذا عُثر عليهم في دول أخرى. كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق شامل بناءً على أدلة جديدة تتضمن شهادات وأدلة مادية عن جرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا السياق، قدّمت المحامية التركية غولدان سونمز، بالتعاون مع فريق من المحامين، طلبًا إلى المحكمة الجنائية الدولية في 7 مارس/آذار 2019 نيابة عن 1183 ضحية، منهم 533 امرأة و650 رجلًا. وأوضحت أن الفريق بذل جهودًا استمرت أكثر من ثلاث سنوات ونصف لجمع الأدلة ودعم القضية قانونيًا.

ورغم التحديات القانونية الدولية الناتجة عن عدم انضمام سوريا إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، أشارت سونمز إلى إمكانية استخدام سوابق قانونية، مثل قضية اللاجئين من ميانمار إلى بنغلاديش، حيث امتدت ولاية المحكمة للجرائم المرتكبة على خلفية حركة اللاجئين. كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى إرسال فريق للتحقيق في الأدلة المكتشفة حديثًا حول السجون والمقابر الجماعية قرب صيدنايا، وطالبت منظمات المجتمع المدني الدولية بدعم التحقيق من خلال تقديم الأدلة المتوفرة.

سجن صيدنايا: جحيم المعتقلين

يُعد سجن صيدنايا أحد أكثر السجون العسكرية تحصينًا في سوريا، ويقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال دمشق. أنشئ السجن عام 1987، وينقسم إلى قسمين: الأول يُعرف بـ”المبنى الأحمر”، ويُخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، والثاني يُعرف بـ”المبنى الأبيض”، ويُخصص للسجناء العسكريين.

وفقًا لمراسل الجزيرة، كان يتم نقل ما بين 30 و40 جثة يوميًا من مستشفيي المزة وتشرين العسكريين إلى مقبرة جسر بغداد، وهي واحدة من ثلاث مقابر جماعية رئيسية إلى جانب مقبرتي نجها والقطيفة. وعندما امتلأت مقبرة القطيفة، أقدم النظام السوري المخلوع على جرف القبور ونقل الجثث إلى مواقع مجهولة.

لحظة التحرر واستقبال الناجين

بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد إثر هجوم مفاجئ للمعارضة أنهى خمسة عقود من السلطة الاستبدادية، أُطلق سراح آلاف المعتقلين. المشهد كان مؤثرًا، إذ استقبل أقارب الناجين ذويهم بالبكاء، بعد أن ظنوا لسنوات أنهم قد أُعدموا. كانت الأسر تدفع رشى سابقًا لمعرفة مصير أحبائها، في ظل غياب المعلومات عنهم.

يُذكر أن الجهود القانونية والاجتماعية مستمرة لكشف الحقائق وتحقيق العدالة للضحايا.

زر الذهاب إلى الأعلى