ما هي علاقة هشاشة العظام بانقطاع الطمث؟
يثير استفسار الكثير من السيدات حول العلاقة بين هشاشة العظام وفترة انقطاع الطمث، والظواهر المرافقة لها. ما هي علامات هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، وما هي الأسباب الرئيسية وراءها؟ وكيف يمكن للنظام الغذائي والتمارين الرياضية أن يسهما في الوقاية من هذه الظاهرة أو تقليل تأثيرها؟
يقدم رئيس اختصاصي جراحة العظام في مستشفيات البشير الأردنية، واستشاري جراحة العظام والمفاصل، والإصابات الرياضية، الدكتور إياد بن طريف، شرحاً حول هذا الموضوع. يشير إلى أن انقطاع الطمث، الذي يمثل نهاية دورة الحيض ووصول المرأة إلى سن الأمل، هو عملية طبيعية في الجسم.
ويوضح الدكتور بن طريف في تصريحاته لـ”الجزيرة نت” أن مع انقطاع الطمث، يتوقف المبيضان عن إفراز الهرمونات الأنثوية، وخاصة البروجسترون والإستروجين. يلعب الإستروجين دوراً هاماً في صحة العظام، ونقص إفرازه يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة العظم وتغيير في كثافتها. يتسبب هذا النقص في فقدان يصل إلى 20% من كتلة العظم، خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات من انقطاع الطمث.
علامات هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
يشير الدكتور بن طريف إلى أن مرض هشاشة العظام، المعروف عادة بالمرض الصامت، يظهر غالبًا بشكل لا يُلاحظ في مراحله المبكرة. يمكن أن تكون الشكاوى الأولية من هذا المرض تتجلى في حدوث كسور دون وجود مؤشرات مسبقة، ولكن بعض الأعراض الشائعة مثل مشاكل انحسار اللثة، وتقليل قوة قبضة اليد، وضعف الأظافر، وآلام في أسفل الظهر، تكون عادة غير محددة لهشاشة العظام، ولكن يمكن أن تثير الشك في وجود المرض.
تشخيص الهشاشة
يوضح الدكتور بن طريف أن عملية التشخيص لهشاشة العظام تتم عبر اختبار كثافة العظام، وهو نوع من التصوير الشعاعي الخاص يقوم بقياس كثافة المعادن داخل العظم. وعادةً ما يتم اختبار كثافة العظام في مناطق محددة، مثل فقرات العمود الفقري وعظم الورك والساعد.
يُنصح بإجراء هذا الاختبار بشكل خاص لدى النساء اللاتي يتوقفن عن الطمث، وللنساء اللاتي تجاوزن سن الـ 65، خاصة إذا كن قد انقطعن عن الطمث قبل سن الـ 55، أو إذا كان لديهن تاريخ مرضي لكسر الورك، وأيضًا بالنسبة للمدخنات.
أمراض لها علاقة بالإصابة بالهشاشة لدى النساء
يؤكد الدكتور بن طريف أن بالإضافة إلى عوامل مثل انقطاع الطمث ونقص هرمون الإستروجين، هناك أسباب طبية أخرى يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى النساء، وتشمل:
- مشاكل الدورة الشهرية وانتظامها المبكر.
- الإصابة بأمراض الغدة الدرقية مثل فرط النشاط أو نقص النشاط الدرقي وحالات جارات الدرقية.
- تناول بعض الأدوية التي تزيد من فرص الإصابة بالهشاشة، مثل الكورتيزون ومضادات النوبات الصرعية.
- التدخين والإصابة بمرض السكري، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض الكلى والكبد.
- حجم هيكل الجسم، حيث يكون لدى النساء ذوات القوام الصغير أكبر عرضة لهذا المرض.
- أمراض اضطرابات الشهية وتعرض لجراحات الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن تقلل هذه الحالات من امتصاص المعادن الضرورية وتسبب الهشاشة العظمية.
علاج الهشاشة بعد انقطاع الطمث
يُشير الدكتور بن طريف إلى أن استراتيجية علاج الهشاشة تعتمد عادةً على التوصيات العلمية، وتُحدد استنادًا إلى درجة خطورة حدوث كسر في العظام. يتم ذلك من خلال استخدام علاجات تنتمي إلى عائلة الأدوية المخصصة لعلاج الهشاشة، وتتضمن:
- البيفوسفونات: وهي الأكثر شيوعاً، وتعتمد عادةً على تناول جرعة فموية (حبة) مرة أسبوعياً، أو إبرة وريدية في ظروف محددة لتجنب الآثار الجانبية. يُفضل تناول الحبة وفقًا لتوجيهات معينة، مثل تجنب الاستلقاء لمدة ساعتين بعد تناولها.
- دينوسوماب: وهي حقنة تحت الجلد تُعطى كل 6 أشهر.
- أدوية بناء العظام: تُستخدم في حالات الهشاشة الشديدة، وتشبه هرمون الغدة جار الدرقية. يُستخدم لفترة معينة، حيث يعود المريض بعدها لاستخدام الأدوية المذكورة أعلاه.
يشير الدكتور بن طريف إلى أن العلاج المتعلق بالهرمونات، خاصة الإستروجين، يمكن أن يساعد في الحفاظ على كثافة العظم. ومع ذلك، يُنصح باستخدامه فقط في حالات النساء الصغيرات سناً اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث التي تستدعي هذا النوع من العلاج. يُنصح أيضًا بتناول مكملات الكالسيوم وفيتامين (D) إلى جانب الأدوية المستخدمة لعلاج الهشاشة.
