ثقافة

ما سر احتقار الصهيونية للفلسطينيين والعرب؟

في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام عدسات المصورين والصحفيين وأدلى بتصريح يثير الجدل، حيث قال: “إسرائيل تحارب حيوانات بشرية وتتصرف وفقًا لذلك.”

هذا الموقف لم ينبع من ثورة الغضب التي اجتاحت العقل الجمعي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بل كان استبطانًا للتقاليد الصهيونية التي نشأت في القرن السادس عشر وما زالت تؤثر على السياسات الإسرائيلية حتى اليوم.

إسرائيل المعاصرة تمثل مشروعًا عمليًا للعنصرية الصهيونية المستمرة ضد الفلسطينيين، وتتجلى هذه العنصرية من خلال السياسات التي تحد من حقوق المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، مثل قوانين منع لم شمل العائلات، وتقييد حرية التعبير، وتمويل الجمعيات.

تقارير عديدة تظهر زيادة الشكاوى بسبب العنصرية في إسرائيل، حيث يتصدر المواطنون العرب الفلسطينيون القائمة بالبلاغات، وتشير تقارير دولية إلى أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، السياسات الاستيطانية تستولي على الأراضي الفلسطينية، وتفرض قيودًا شديدة على حركة السكان الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تهجيرهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

في حرب غزة المستمرة، تتعرض البنية التحتية والمدنية لأضرار هائلة، ويعاني الفلسطينيون من خسائر بشرية جسيمة، مما يبرز بوضوح الوجه الأكثر عنفًا للعنصرية الإسرائيلية.

هذه السياسات لا تنبع من اليوم وإنما تمتد جذورها إلى أفكار الصهيونية الأوائل التي دعمت فكرة التفوق العرقي والثقافي لليهود على العرب، مما أدى إلى تشكيل سياسات استعمارية وتمييزية تجاه الفلسطينيين.

تلك الأفكار العنصرية لا تزال تؤثر في الحياة اليومية للفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة، مما يجعل النضال ضد العنصرية وتحقيق العدالة الاجتماعية أمرًا ضروريًا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى