قصف لمواقع الدعم السريع في الخرطوم وجهود من حميدتي لإنشاء “هيئة مدنية”
قالت مصادر محلية لشبكة الجزيرة إن القوات الجوية التابعة للجيش السوداني نفذت غارات جوية مكثفة اليوم الجمعة على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في عدة أحياء في العاصمة الخرطوم.
وفي تسجيل صوتي يعزى إلى قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بلقب “حميدتي”، أعلن أن قواته ستبدأ مشاورات لتشكيل سلطة مدنية في المناطق التي تسيطر عليها، كرد فعل على ما اعتبره محاولاتٍ من جانب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للادعاء بشرعيته بشكل زائف.
وأفادت هذه المصادر أن الغارات شملت عدة أحياء منها الجريف والطائف والرياض وشارع الستين شرق الخرطوم، بالإضافة إلى قصف قوات الدعم السريع لمواقع للجيش السوداني في حي الرياض شرق الخرطوم ومواقع أخرى بحري.
وفي أم درمان، أكدت المصادر أن الجيش السوداني استهدف بالمدفعية مواقع قوات الدعم السريع جنوب المدينة، إضافةً إلى أحياء في الجزء الشمالي من المدينة.
تسجيل حميدتي
وفي السياق نفسه، أعلن قائد الدعم السريع – وفقًا لتسجيل صوتي يُعزى إليه – عزم قواته على بدء مشاورات لتشكيل ما وصفه بـ “سلطة مدنية” في المناطق التي تخضع لسيطرتها.
وأشار حميدتي في التسجيل الذي نشره أمس على حسابه في موقع “إكس” إلى أن تشكيل البرهان لحكومة مقرها بورتسودان يمكن أن يؤدي إلى تكرار سيناريوهات شهدتها دول أخرى حيث يسيطر طرفان متنافران على مناطق مختلفة في نفس البلد.
وأوضح قائد الدعم السريع أن مواقع الجيش في المناطق الشرقية والشمالية تقع في متناول يده وأنه بإمكان قواته الدخول إلى مدينة بورتسودان حسب تصريحه.
يُذكر أن البرهان قد غادر مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم نهاية الشهر الماضي وانتقل إلى مدينة بورتسودان لإدارة شؤون البلاد من هناك.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن البرهان حلاً لقوات الدعم السريع وأكد أن النضال لن ينتهي إلا بالقضاء على ما وصفه بالتمرد.
وفي تسجيل صوتي سابق بعد مغادرة البرهان للخرطوم، أشار حميدتي إلى أن أي مفاوضات لتحقيق التسوية يجب أن تستند إلى البحث عن حل سياسي شامل.
موقف أميركي
في سياق متعلق بجهود الوساطة، قدمت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، ليندا توماس غرينفيلد، تصريحًا حيث أشارت إلى أهمية منع ما وصفته بـ “عمليات التسوق” التي تُقام من قبل الأطراف السودانية المتحاربة فيما يتعلق بوساطة النزاع.
وأكدت المندوبة الأمريكية على دعم بلادها لتنسيق جهود الوساطة من أجل إيجاد مسار سلمي. وأضافت: “هذا يعني أن يجتمع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والدول المجاورة سويًا لإيجاد طريقة للمضي قدمًا. إن الأطراف السودانية المتحاربة تتنافس حول من سيتولى تسهيل المفاوضات بشأن التسوية، ولا ينبغي أن يكون هذا الأمر مقبولًا. يتعين علينا التعاون معًا لتجنب حدوث ذلك”.