قصة أفغان دربتهم أميركا والآن تجندهم روسيا للقتال بأوكرانيا
ذكرت مجلة “لوبس” أن الجيش الروسي يقوم حالياً بتجنيد قوات خاصة مكونة من مقاتلين سابقين تدربوا على يد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشكل سري للغاية، للمشاركة في القتال على الجبهة الأوكرانية. يقود هذه العملية مليشيا فاغنر، التي تُعتبر شبه عسكرية وتتعاون مع إيران.
وبيّنت الصحيفة، في تقرير من تأليف مارغو سنيور، أن الجيش الروسي يواجه خسائر بشرية فادحة ويسعى لتعزيز صفوفه بعدد كبير من المجندين، بما في ذلك من أفغانستان. ورغم السرية التي يكتنف هذه العملية، نجحت “لوبس” بفضل مصادرها في الكشف عن تفاصيلها، بما في ذلك قصة ضابط أفغاني سابق يُعرف باسم “صادق”، الذي يستعد للسفر إلى الجبهة الأوكرانية بناءً على طلب السفارة الروسية في طهران.
كما أشارت المجلة إلى استغلال روسيا لخبرات ومهارات الجنود الأفغانيين السابقين، الذين تدربوا على يد القوات الخاصة الأمريكية، والتي استثمرت بشكل كبير في تأهيل الجيش الأفغاني خلال الفترة من 2001 إلى 2021.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية التجنيدية تثير قلقاً كبيراً في الأوساط الدولية، حيث يخشى الكثيرون من استغلال هؤلاء الجنود السابقين لأغراض تنافي مصالح الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وأضافت المجلة أن هؤلاء الجنود الأفغان السابقين، بمن فيهم “صادق”، يواجهون ظروفاً قاسية في إيران بعد سقوط نظام الحكم السابق في أفغانستان، حيث يُجبرون على قبول عروض التجنيد من قبل روسيا بسبب الضغوطات والتهديدات التي يتعرضون لها من قبل السلطات الإيرانية. ويتم تجنيدهم بمقابل مالي جيد وعروض أخرى مغرية، بما في ذلك الحصول على الجنسية الروسية.
تشير “لوبس” إلى أن هذه الأحداث تبرز التعقيدات الجيوسياسية والإنسانية الناتجة عن الصراع في أوكرانيا، حيث تعمل روسيا على استغلال هذه الفرص لتعزيز قدراتها العسكرية وتقوية حضورها في المنطقة، بينما يجد هؤلاء الجنود الأفغان أنفسهم في وسط صراعات جيوسياسية تفتقدهم الخيارات السهلة أو الآمنة.