غضب شعبي ورسمي في الضفة الغربية بعد اغتيال العاروري
تفجر الغضب في الضفة الغربية بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صالح العاروري، في غارة إسرائيلية على لبنان. هتف المئات من الفلسطينيين في شوارع المدن الفلسطينية معبرين عن غضبهم واستنكارهم لهذه الجريمة، مطالبين برد فوري على العدوان.
في رام الله، تجمع المئات في دوار المنارة مرفوعين الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد، مرددين هتافات تطالب بالمقاومة والرد الفوري. وفي بلدة عارورة، أشاد الحضور بدور العاروري في المقاومة، ووصفوه بالمسؤول الرئيسي لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية.
نابلس وجنين شهدتان مظاهرات ومسيرات تضم المئات، حيث نعت حركة حماس الشهيد عبر مكبرات الصوت، وتوعد المسلحون في جنين بالرد القريب. في طوباس وطولكرم، اندلعت مظاهرات تجمعت فئات المجتمع الفلسطيني معبرة عن الإجماع الواسع على العاروري، الذي دافع عن وحدة الصف والمصالحة خلال فترات اعتقاله وبعد إطلاق سراحه.
نعي فصائل المقاومة
“حركة فتح تعلن الإضراب الشامل بعد اغتيال العاروري وتدعو لتحقيق الوحدة الوطنية”
أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، واحدة من أوائل الفصائل التي أصدرت بيانا رسميا نعتت فيه الشهيد صالح العاروري بعد اغتياله في غارة إسرائيلية على لبنان. دعت الحركة إلى إضراب شامل في مدن الضفة الغربية غدا، ووصف القيادي في حركة فتح، جبريل الرجوب، العاروري بأنه نموذج للصمود في المعتقلات وبذرة للوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أن فقدانه يعتبر خسارة لحركة التحرير الوطني وليس فقط لحماس.
وفي حوار مع الجزيرة، أشار حسين حمايل، الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية، إلى أن العاروري كان قوة دافعة للوحدة الوطنية، مؤكدا على جهود الحركة لتحقيق هذه الوحدة كرد على العمليات الإجرامية الإسرائيلية، وأشار إلى أهمية التحرك المشترك للدفاع عن النفس وتحقيق الانتقام لدماء الشهداء.
من جهته، صرح حسن خريشة، النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي السابق، بأن العاروري كان شخصية معتبرة ولها دور كبير في جهود المصالحة الداخلية، مشيرا إلى أن اغتياله يمثل تحديا لحزب الله في لبنان، ويهدف إلى تعزيز موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وأكد خريشة أن ردود الأفعال الإيجابية من الشارع الفلسطيني تعزز الفرص لتحقيق الوحدة والمصالحة، معتبرا أن اغتيال أي شخصية فلسطينية يمكن أن يكون “وسيلة لتوحيد الشعب الفلسطيني”.
الغاية هي الشهادة
“البرغوثي يكشف عن هدف الاحتلال من اغتيال العاروري ويؤكد على إصرار المقاومة”
أكد الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، توافقه مع حسن خريشة حول هدف الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال الشهيد صالح العاروري. يرى البرغوثي أن إسرائيل تسعى إلى إشعال حرب إقليمية، مشددًا على أن عمليات الاغتيال لم تنكسر إرادة المقاومة بل زادت قوتها، ويتوقع أن تتحمل إسرائيل تكاليف هذا الاعتداء.
استنادًا إلى تجاربه ولقائه المتكرر مع العاروري خلال جهود تحقيق الوحدة الوطنية، أكد البرغوثي أنه كانت شخصية وطنية وحدوية بكل جوانبها.
أسم العاروري تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم نشر مقاطع فيديو ومقابلات سابقة تسلّط الضوء على تصريحاته حول احتمال اغتياله واستعداده للشهادة. وأشار البرغوثي إلى أن العاروري كان يعي مصيره كمشروع شهادة، وعندما كان يحذره أحد من اغتياله، كان يرد بتأكيد أنه لن يكون أول شهيد ولن يكون آخرهم.
يتذكر البرغوثي هدوء وعنفوان العاروري في التعامل مع قضايا الوحدة الوطنية وحبه الكبير للمقاومة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد لا تدرك الفهم الصحيح للقادة الكبار حينما يحققون الشهادة. وتم اغتيال العاروري في هجوم استهدف مكتبًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس الثلاثاء.