الأخبار الدولية

غزة تحت وطأة الأمطار والعواصف: تفاقم معاناة الفلسطينيين وسط البرد والحصار

أدت الأمطار الغزيرة التي اجتاحت محافظات قطاع غزة إلى تفاقم معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وسط تأثير منخفض جوي يعصف بالأراضي الفلسطينية.

الأمطار التي هطلت خلال ساعات الليل غمرت الخيام ومراكز الإيواء في شمال وجنوب غزة، مما زاد من صعوبة الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين الذين يقطنون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.

ظروف قاسية: برد ورياح عاتية
النازحون الفلسطينيون يعانون من ظروف قاسية، حيث يواجهون برداً قارصاً ورياحاً عاتية. يعيش الآلاف منهم في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أبسط وسائل الحماية من الأمطار والعواصف. وفي ساعات الصباح الباكر، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات شديدة البرودة، لا يتوافر لهم أي وسائل حماية من مخاطر البرد الشديد أو العواصف التي تزيد من معاناتهم داخل المخيمات المنتشرة في أنحاء القطاع.

ومن ناحية أخرى، يواجه العائدون إلى شمال القطاع صعوبات في نصب خيامهم وتثبيتها بسبب الظروف المناخية الصعبة، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية وغياب وسائل التدفئة.

مياه الأمطار وتفاقم الأزمة
أدت الأمطار إلى تدمير الممتلكات والأغطية، مما فاقم من الوضع الإنساني داخل المخيمات المؤقتة. يعاني الفلسطينيون في غزة من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة. في مناطق متفرقة، وخاصة في شمال القطاع حيث تقع مخيمات جباليا وبلدتا بيت لاهيا وبيت حانون، يبيت الناجون من الإبادة بين أنقاض منازلهم، ويقيمون في خيام بدائية مصنوعة من النايلون والقماش.

إضافة إلى ذلك، لجأ الفلسطينيون الذين دمرت منازلهم إلى الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل للحماية من البرد والعواصف.

الحصار يفاقم معاناة الفلسطينيين
تستمر معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول المواد الأساسية مثل مستلزمات التدفئة والخيام والمنازل المتنقلة التي تحمي من الأمطار والبرد. ويعاني السكان أيضاً من نقص حاد في الوقود، مما يجعل تأمين وسائل التدفئة أمراً مستحيلاً في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً.

تأخير المساعدات
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إلى أن إسرائيل تتعمد تأخير تنفيذ المسار الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بإدخال المواد الأساسية مثل مستلزمات الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.

وفي تصريح آخر، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الفلسطينيين في القطاع يواجهون أوضاعاً إنسانية مأساوية، حيث يضطر عشرات الآلاف للبقاء في العراء دون مأوى أو مقومات حياة. وأضاف أن القطاع يواجه تهديدات من منخفضات جوية قد تشكل خطراً كبيراً على حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في الخيام أو المنازل المدمرة.

أثر الحرب على البنية التحتية
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل دمرت نحو 88% من البنية التحتية للقطاع خلال أكثر من 15 شهراً من الإبادة، بما في ذلك المنازل والمنشآت الحيوية والخدمات الأساسية.

وكان قد تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يشمل ثلاث مراحل تمتد كل منها لـ42 يوماً، وتستمر التفاوضات حول المرحلة الثانية والثالثة بمساعدة مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.

إحصائيات الضحايا
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يناير 2025، خلفت الإبادة الجماعية في غزة أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

زر الذهاب إلى الأعلى