عملية زراعة وجه تعيد الحياة لرجل بعد عقد من المعاناة
نجح فريق من الأطباء في مستشفى مايو كلينك في روتشيستر، ولاية مينيسوتا، في إجراء عملية زرع وجه معقدة لرجل أعاد له القدرة على الشم، البلع، الرمش، والابتسام لأول مرة منذ عقد من الزمن. العملية التي استغرقت أكثر من 50 ساعة شارك فيها فريق من 80 متخصصًا في الرعاية الصحية، ونجحت في إعادة بناء معظم وجه ديريك فاف (30 عامًا) من هاربور بيتش، الولايات المتحدة، الذي كان قد خضع لـ58 عملية جراحية تجميلية سابقة دون أن يتمكن من التنفس أو التحدث بشكل طبيعي.
قبل الجراحة، كان فاف يعاني من فقدان الأنف، وكان غير قادر على مضغ أو بلع الطعام، واضطر لاستخدام أنبوب التغذية. كما كان يعاني من عين واحدة فقط ولا يستطيع الرمش. وقال فاف في إعلان على موقع مايو كلينك: “بعد جراحتي الأخيرة، أخبر الطبيب والديّ أنه لا يوجد شيء آخر يمكنه فعله سوى إحالتنا إلى مكان لإجراء عملية زرع وجه. لقد غيّرت هذه الجراحة حياتي وجعلتني أشعر بثقة أكبر بكثير”.
العملية الأخيرة هي الثانية التي يُجريها مستشفى مايوكلينك، حيث تمت الأولى في عام 2016، وتعتبر أحد التطورات الكبيرة في مجال زراعة الوجه، الذي بدأ منذ ما يقارب 20 عامًا، حيث تم إجراء أكثر من 50 عملية من هذا النوع في العالم. فاف كان قد حاول الانتحار في سن الـ19 في عام 2014، وتسبب الحادث في إصابات شديدة في وجهه. ومع ذلك، نجا من الحادث، ونجحت العملية الجراحية في إعادة بناء أكثر من 85% من وجهه باستخدام أنسجة من متبرع، بما في ذلك الجفون والفكين العلوي والسفلي والأسنان والأنف.
بقيادة الدكتور سمير مارديني، جراح إعادة بناء الوجه ومدير برنامج زراعة الأعضاء الترميمية في مايوكلينك، تم التخطيط للجراحة بشكل دقيق باستخدام مسح رقمي متطور لوجهي المتبرع والمريض، مما ساعد على تحسين الدقة في إجراء الجراحة.
على الرغم من أن العملية كانت معقدة، إلا أن مارديني أكد أنها تمنح حياة جديدة للمريض، إذ قال: “هذه ليست عملية تجميلية، بل هي عملية تمنح الحياة، يمكنك العيش بدونها ولكنك تفوت الحياة”. بعد الجراحة، خضع فاف لعدة عمليات إضافية لتحسين مظهره ووظائفه.
اليوم، أصبح فاف مدافعًا عن الوقاية من الانتحار ويخطط لمشاركة قصته بهدف تشجيع الآخرين على طلب المساعدة. وقال: “لقد عشت لسبب، وأريد مساعدة الآخرين. أنا ممتن جدًا للمتبرع وعائلته وللفريق الطبي في مايوكلينك على هذه الفرصة الثانية”.