ثقافة

عاصمة مملكة كندة المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية ثامن مواقع التراث العالمي بالسعودية

عاصمة مملكة كندة المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية ثامن مواقع التراث العالمي بالسعودية

أعلنت المملكة العربية السعودية عن إدراج “المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية” كأحدث موقع تراثي ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح ثامن موقع تراثي بالمملكة على هذه القائمة.

وجاء هذا الإعلان على لسان وزير الثقافة السعودي ورئيس مجلس إدارة هيئة التراث، بدر بن فرحان، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس” مساء أول أمس السبت.

وأوضح الوزير السعودي أن المملكة نجحت في تسجيل موقع الفاو، الواقع في منطقة الرياض، على قائمة التراث العالمي لليونسكو بوصفه موقعاً ثقافياً يحمل قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني.

وتم هذا التسجيل خلال اجتماعات الدورة الـ46 للجنة التراث العالمي المنعقدة في مدينة نيودلهي بجمهورية الهند خلال الفترة من 22 إلى 31 يوليو/تموز الجاري، وفقاً لما ذكره الوزير السعودي.

ويمثل هذا الموقع نقطة استراتيجية على طرق التجارة القديمة في شبه الجزيرة العربية، وفقًا لليونسكو، وقد هُجر فجأة حوالي القرن الخامس الميلادي.

وبحسب المنظمة الأممية، يحتوي الموقع الأثري على نحو 12 ألف قطعة أثرية تعود إلى فترات تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى أواخر عصر ما قبل الإسلام، وتشهد على تعاقب ثلاثة شعوب مختلفة على الموقع وتأقلمها مع تطور الظروف البيئية.

ومن السمات الأثرية البارزة في الموقع الأدوات المستخدمة من قبل الشعوب الأولى والتي تعود إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى البنى المستدقة والأكوام الصخرية والمباني الدائرية، والجبل المقدس المعروف باسم “خشم قرية”، والنقوش على الصخور، إلى جانب التلال والأكوام الصخرية الجنائزية، والحصون والخانات، والواحة بنظامها القديم لإدارة المياه وأطلال قرية الفاو.

وتقع “منطقة الفاو الأثرية”، عاصمة مملكة كندة القديمة، في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كيلومتراً مربعاً، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كيلومتراً مربعاً عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممراً ضيقاً يسمى “الفاو”.

ويضم الموقع الأثري مظاهر متنوعة لتفاعل الإنسان مع بيئته، منها الأدلة الأثرية التي تعود إلى عصر فجر التاريخ، إضافة إلى المقابر الكبيرة التي تشكلت بتشكيلات واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية القديمة. كما يضم الموقع مجموعة كبيرة من العناصر الحضارية والمعمارية التي تنسب إلى مدينة القوافل التي وجدت في القرية، ومنها واحة قديمة تحتوي على مجموعة من أنظمة الري، وتعززت بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية والنقوش الكتابية القديمة.

قبل عامين، اكتشف فريق علمي سعودي بالتعاون مع خبراء دوليين منطقة لمزاولة شعائر العبادة لسكان منطقة الفاو في الواجهة الصخرية لأطراف جبال طويق المعروفة باسم “خشم قرية” إلى الشرق من موقع الفاو الأثري، حيث تم العثور على بقايا معبد بني من الحجارة، وبقايا مائدة لتقديم القرابين، والعديد من النقوش التعبدية المنتشرة في المكان.

وبهذا التسجيل الأخير، تصبح المواقع السعودية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو هي: موقع الحِجر الأثري (2008)، حي الطريف بالدرعية التاريخية (2010)، جدة التاريخية (2014)، موقع الفنون الصخرية في منطقة حائل (2015)، واحة الأحساء (2018)، منطقة حمى الثقافية (2021)، محمية عروق بني معارض (2023)، وفق “واس”.

زر الذهاب إلى الأعلى