“طوفان الأقصى” يضغط على سوق الشقق السكنية في إسرائيل
كشفت نتائج استطلاع أجراه موقع “وي تشيك” عن زيادة بلغت 50% في عدد الشقق المتاحة للإيجار في إسرائيل، بينما شهدت الإيجارات انخفاضا بنسبة 1.5%، وذلك بعد حدوث عملية “طوفان الأقصى” والنزاع الحاصل في قطاع غزة.
تحوّل وانخفاض
تزايدت حالة العرض الزائد للشقق المتاحة للإيجار في إسرائيل بنسبة 50%، وتحول العديد من أصحاب الشقق الذين كانوا يؤجرون وحداتهم لفترات قصيرة إلى تأجيرها بشكل عادي بعد العملية التي بدأتها المقاومة الفلسطينية. وقد ساهم تأخير بدء السنة الدراسية في زيادة العرض وتراجع الطلب على شقق الإيجار.
أضافت صحيفة “غلوبز” الاقتصادية الإسرائيلية أن أصحاب الشقق التي لا تشمل ملاجئ من صواريخ المقاومة أضطروا إلى خفض الإيجارات بموازاة انحسار الطلب عليها، وفقًا للتقرير الذي نقلته عن نتائج استطلاع.
ووفقًا لـ “وي تشيك”، الذي يراقب جميع مواقع الشقق للإيجار، فقد كان عرض الشقق في نوفمبر الماضي أعلى بنسبة 50% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وزاد بنسبة 25% مقارنة بأكتوبر 2023.
رئيس تنفيذي “وي تشيك”، رامي رونين، أكد أن هذه الزيادة الكبيرة تعد غير معتادة لهذا الوقت من العام، خاصةً مع بداية العام الدراسي وانخفاض الطلب الذي يشهده السوق قبل العطلات. وأشار إلى أن هذا الوضع الحالي لا يعني حلاً نهائيًا لمشكلات سوق الإيجار، وقد يتغير الوضع خلال الأشهر الستة القادمة، حيث لا تزال إسرائيل تواجه تحديات في تأمين سوق الإسكان بصورة جذرية، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالشراء أو الإيجار.
إقبال على الملاجئ
أوضح رئيس تنفيذ “وي تشيك”، رامي رونين، أن الزيادة الكبيرة في عروض الشقق للإيجار ترتبط بشكل رئيسي بمخاوف الأمان الشخصي، حيث تظهر أن حوالي ثلث الشقق المستأجرة لا تحتوي على ملجأ ولا يفضلها المستأجرون. كما أشار إلى أن إغلاق العديد من الشركات واستدعاء مئات الآلاف إلى الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي قد زاد الضغط على طلب الشقق، وهو ما يتزامن مع التراجع التقليدي في الفترة بين عيد العرش وعيد الفصح.
وأضاف رونين أن تأجيل بدء العام الدراسي أثر أيضًا على السوق، حيث أدى إلى انخراط العديد من الطلاب في الخدمة الاحتياطية للجيش. وتراجع الطلب على إيجار الشقق وحتى شرائها في مناطق النزاع في شمال وجنوب إسرائيل، مما أثر سلبًا على الأسعار، حيث تراجعت بنسبة 1.3% منذ أكتوبر و2.2% منذ نوفمبر 2022.
من ناحية أخرى، لم يتم تقدير نسبة التراجع في تل أبيب، حيث يشتأجر أكثر من نصف السكان الشقق، والمدينة تعاني من هجمات متكررة بصواريخ المقاومة. ورغم ذلك، زاد عرض الشقق للإيجار في تل أبيب بنسبة 160% في نوفمبر الماضي، حيث بلغ عدد الشقق المعروضة 4000 شقة.
في ناتانيا، التي لا تتعرض للهجمات الصاروخية، تضاعف عدد الشقق المعروضة للإيجار مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 1300 شقة، منها 25% تتألف من شقق بـ 3 و 4 غرف.