ضوء أخضر لنتنياهو لضم ساعر وواشنطن تعتبر تغيير غالانت ضربا من الجنون
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن قادة الائتلاف الحاكم أعطوا الضوء الأخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضم غدعون ساعر إلى الحكومة. في المقابل، وصفت واشنطن تغيير وزير الدفاع الإسرائيلي في ظل الحرب بأنه “ضرب من الجنون”.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو سحب معارضته لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ولم يتبقَّ سوى توقيع الاتفاق مع رئيس حزب “الأمل الجديد” غدعون ساعر ليحل مكانه. ووفقًا لصحيفة “معاريف”، فإن ياريف ليفين، نائب رئيس الوزراء، يقود المفاوضات لضم ساعر إلى الحكومة. ويعتقد نتنياهو أن إبعاد غالانت وسط عملية تغيير وزارية شاملة سيكون أسهل، وأنه يسعى لاتخاذ هذه الخطوة قبل مغادرته لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
في سياق متصل، أشار موقع “والا” الإخباري إلى أن نتنياهو ما زال يواجه صعوبات في ضم ساعر إلى الحكومة، رغم انشغاله بهذا الملف وسط مناقشات أمنية. من ناحية أخرى، نقل مسؤولون إسرائيليون عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وصفهم إقالة غالانت بأنها “جنون” في فترة الحرب.
وأكد مصدر في الإدارة الأميركية لصحيفة “هآرتس” أن واشنطن ستجد طريقة للتعامل مع أي وزير دفاع إسرائيلي جديد، لكنه أشار إلى أن ساعر لن يتمتع بنفس العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة التي تمتع بها غالانت.
وفي الشأن الأوروبي، أعرب دبلوماسي أوروبي لصحيفة “هآرتس” عن قلقه من إقالة غالانت، مشيرًا إلى أنه كان “الوحيد الذي يمكن الوثوق بكلمته” بعد مغادرة بني غانتس وغادي آيزنكوت من حكومة نتنياهو. وأكد الدبلوماسي أن العمل مع وزير دفاع يعارض صفقة تبادل الأسرى سيكون محبطًا.
ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، نتنياهو إلى التراجع عن إقالة غالانت، محذرًا من الانجراف نحو حرب شاملة. وذكرت وكالة “رويترز” أن التقارير حول تفكير نتنياهو في إقالة غالانت أثرت على المشهد السياسي والاقتصادي، متسببة في تراجع الأسواق المالية.
من جانبه، يطالب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، منذ شهور، بتغيير غالانت، مشيرًا إلى ضرورة “حل الوضع في الشمال” ومؤكدًا أن غالانت ليس الرجل المناسب لهذه المهمة. بينما أوضح غالانت في حديثه لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه ملتزم بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، مشيرًا إلى أن العمل العسكري هو الخيار الوحيد لتحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بخلافات نتنياهو وغالانت، تتركز حول شن حرب على لبنان وعدم التوصل إلى اتفاق مع “حماس” بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. ويرى غالانت أن أي عملية عسكرية ضد لبنان ستؤثر على احتمال إعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، نظرًا لاضطرار الجيش إلى نقل قواته من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية.
وفي هذه الأثناء، نظم مئات الإسرائيليين مظاهرة أمام منزل غدعون ساعر في تل أبيب احتجاجًا على انضمامه المحتمل إلى حكومة نتنياهو. حاول المتظاهرون إغلاق الشارع المحاذي لمنزل ساعر، بينما انتشرت الشرطة الإسرائيلية في محيط المنزل لمنعهم من إغلاق الطرق.