الأخبار الدولية

صمود نظام الأسد على المحك: انهيار اقتصادي وتقدم للمعارضة المسلحة

قال خبير دولي في الشؤون السورية إن صمود نظام الرئيس بشار الأسد أصبح موضع شك واضح بعد سيطرة المعارضة المسلحة خلال الأسبوع الماضي على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية شمال البلاد.

وأفادت التقارير أن المعارضة تمكنت من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، خلال 24 ساعة فقط، حيث انهارت خطوط الدفاع الأمامية للنظام بشكل متسارع.

تحليل تشارلز ليستر

في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، أشار تشارلز ليستر، مدير برنامجي سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا لم تكن مفاجئة بالكامل. وأوضح أن نظام الأسد لم يحقق “انتصارًا” فعليًا في الحرب، وأن سلطته كانت تتآكل تدريجيًا، ما جعله في أضعف حالاته على الإطلاق.

تراجع الاهتمام الدولي

وأضاف ليستر أن الاهتمام الدولي بالحرب السورية شهد تراجعًا ملحوظًا، حيث توقفت الجهود الدبلوماسية بشكل شبه كامل، وسحبت الدول مواردها تدريجيًا من الملف السوري للتركيز على تحديات عالمية أخرى.

وأشار أيضًا إلى أن بعض الحكومات العربية بدأت، منذ عام 2023، بالتواصل مع نظام الأسد لإعادته إلى “وضعه الطبيعي” في الشرق الأوسط، ما أثار ارتياحًا لدى صناع القرار في الولايات المتحدة.

وأوضح أن جهودًا بقيادة عشر دول أوروبية، من بينها إيطاليا، حاولت إعادة فتح قنوات الاتصال مع دمشق لبحث سبل استئناف العملية الدبلوماسية، إلا أن هذه الجهود استندت إلى فرضية خاطئة تفيد بأن الأسد يمكنه تعزيز سلطته من خلال جمود الأزمة وتفاقم الأوضاع المعيشية.

انهيار اقتصادي وجريمة منظمة

ووفق التحليل، يعيش الاقتصاد السوري في حالة انهيار مستمر، حيث هبطت قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية، إذ سجلت 17,500 مقابل الدولار الواحد في ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد أن كانت 1,150 في عام 2020.

وأشار ليستر إلى أن اعتماد النظام على عائدات تجارة المخدرات، والتي تدرّ نحو 2.4 مليار دولار سنويًا من إنتاج الكبتاغون، لم يسهم في تحسين معيشة السوريين، بل زاد من تفاقم الأزمة.

وأكد أن الاقتصاد الروسي المتضرر بفعل حرب أوكرانيا، وتدهور الوضع الاقتصادي في إيران، ساهما في تعميق أزمة النظام السوري، ما جعل من إفلاس الدولة أمرًا شبه محتوم.

تطورات ميدانية

على الصعيد الميداني، عادت المعارضة المسلحة التي سبق أن تصالحت مع دمشق قبل ست سنوات إلى تحدي قوات النظام، محققة مكاسب جديدة على الأرض.

في المقابل، عملت هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية منذ عام 2020، حيث أسست وحدات قتالية جديدة كان لها تأثير كبير في المعارك الأخيرة.

انهيار الدولة الأمنية

كشف ليستر أن تجارة المخدرات، التي تديرها الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أجهزة النظام الأمنية، ما أدى إلى تفكك الدولة الأمنية السورية وتآكلها من الداخل.

وخلص التحليل إلى أن الآلة العسكرية للنظام باتت في حالة ركود وتراجع شامل، حيث أصبحت المليشيات الموالية للأسد أقوى من الجيش النظامي نفسه، بينما تعمل فصائل المعارضة على تعزيز قوتها وتغيير موازين القوى على الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى